الفن هو حضارة شعوب وثقافة ورسالة وليست ” بوس الواوا “
الممثلون في لبنان لا يرمون السلام على بعضهم البعض الا في الجمعية العمومية
هيثم إسماعيل هو ممثل لبناني عمره الفني طويل جداً مقارنة بتاريخ ميلاده , فجعبته مليئة بالإنجازات والمشاركات العديدة والكثيرة والمنوعة , منها أعمال مصرية لبنانية سورية .
شارك في العديد من الأعمال المسرحية وأيضاً التلفزيونية . له مع التمثيل تاريخ طويل وذكريات لا تعد ولا تحصى .
أصدقائه الفنانين والفنانات وزملاء التمثيل كثر , فهو محبوب منهم لتقربه وتواصله الدائم معهم , لأنه محب للجميع .
ممثل صادق , شفاف , معطاء , كريم , يحب الخير لكل من حوله , يمد يد المساعدة والعون دون شروط ومكاسب أو مقابل . له شعبية كبيرة في الوسط الفني وخارجه , وشعبيته أكبر عبر الأنترنت ومعجبيه في لبنان والعالم العربي فصفحاته تكبر يوماً بعد يوم وهو سعيد جداً بهذا التطور وإزدياد شعبيته وإنتشاره حول العالم .
فهو فنان قدم للفن الكثير ولكنه حتى الأن لم يأخذ حقه فنياً . وله عتب كبير على كل ما يدور حوله .
لن أطيل عليكم ودعونا نتذكر ما دار في حديثنا ولقائنا مع النجم والممثل القدير هيثم إسماعيل .
* من هو الممثل هيثم إسماعيل ؟
إسمي هيثم إبراهيم إسماعيل , مواليد 3 مارس 1974 , برجي الحوت , عاطفي – حنون – محب للناس – أحب الفن وكل ما يتعلق به – أحب مساعدة الأخرين – حساس جداً – أثق بالناس ولكنني أتلقى الطعنات دائماً والغدر من أكثرهم فهم يستغلون طيبة قلبي فيخسرونني .
* أخبرنا عن بداياتك ؟
بداياتي وأولى أعمالي التي شاركت بها كانت مسرحية “إبتسم أنت لبناني ” بطولة أحمد الزين طارق تميم اخراج يحيى جابر .
بعدها تتالت الأعمال مباشرة وتابعت الأعمال التي نسبت إلي من عروض مسرحية وتلفزيونية .
* أعمالك السابقة ؟ ومشاركاتك ؟
من أعمالي : ” صراع الأقوياء ” مع الممثل القدير حسي فهمي وشيرين سيف النصر , تم تصويره في مصر ولبنان .
” ليالي” مع زينة , وصلاح عبدالله , وسوسن بدر , عمار شلق , وتم تصويره ما بين مصر ولبنان أيضاً .
بعده شاركت في مسلسل ” لونا ” مع نادين الراسي , ومازن معضم , جويل داغر , ختام اللحام .
ومؤخراً مسلسل ” باب إدريس ” الذي عرض في شهر رمضان المبارك الماضي على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال ولعبت فيه دور ( عبد القادر ياسين ) صحافي مصري .
وأخيراً الغالبون الذي عرض على شاشة قناة المنار في شهر رمضان الماضي . ولعبت فيه دور ضابط إسرائيلي ( زائيف ).
* هيثم إسماعيل كانت له أعمال تمثيلية في لبنان ومصر أين وجد نفسه وكان مرتاحاً في عمله أكثر ؟
في مصر . فهناك قيمة الفنان أكبر ويعطونه حقه وقيمته ويهتمون به كثيراً , فهم يؤمنون كل وسائل الراحة
للفنان كي يقدم أفضل ما عنده , فعندها يعمل بسعادة ويقدم على عمله بحب وفرح واشتياق للعمل .
أما في لبنان فلا قيمة للفنان ولا أهمية وهو مهمش دائماً وتوجد عندهم أخطاء كثيرة تربك الفنان وعمله وتوجد فوضى في طريقة العمل وإسلوب التعامل . فكثيراً ما يحصل يعطوننا ( الأوردر ) وبعد قليل يقولون لنا لقد أخطأنا به فيغيرون برنامج اليوم للممثل دون سابق إنذار لمجرد عدم إنتباههم وتركيزهم . فيضيعون وقته هباءً .
والبعض الأخر إذا نسب إلينا دوراً في عمل ما يبقى يتكلم عنه كل العمر ويكون هو مفضل علينا بالعمل وكأنه يعطينا بدون مقابل باللبناني ( مربحنا جميلة ) . هذا إذا أعطانا أجرنا على العمل .
وأما المحسوبيات فحدث ولا حرج .
* ما هو الحل برأيك ؟
لو قاطعنا كل شركة تعاملت بإحتيال مع ممثلين ونصبت عليهم وأخذت حقوقهم عنوة لوضعنا حد لكل هذه الشركات ولحافظنا على حقوقنا جميعاً .
ولو طالبنا نحن كممثلين بحقوقنا أينما وجدنا ومع أي شخص تعاملنا معه لتأمنت فرص الراحة والإستقرار للممثل .
لو دفعنا ثمن هدر وقتنا لأي شخص يستهتر به , لأوجدنا لأنفسنا قيمة وإحترام وفرضنا وجودنا دون تعب
وجهد .
ولكن .. وبكل صراحة الممثلون في لبنان لا يحبون بعضهم البعض , ولا يقبلون على بعضهم أو يرمون السلام على زملائهم إلا وقت المصلحة ووقت الحاجة وفي الصدف والمناسبات الإجتماعية وفي الجمعية العمومية .
وهناك ممثلين يرفعون رأسهم بلبنان وإنما لبنان لا يرفع رأسه بهم . فلو تضامنا جميعاً يداً بيد وإعتبرنا مصلحتنا وهمومنا ومجالنا العملي واحد لوجدنا حلولاً جذرية لكل ما نعاني منه نحن الفنانين في لبنان .
وأنا أدعوهم الى أن يحبوا لبنان كي يستطيعوا أن يحبوا بعضهم .
* ما هو رأيك بالوسط الفني الحالي في لبنان ؟
يوجد في لبنان وسط فني ووسخ فني .
* ما المقصود بذلك ؟
المقصود أن البعض من الناس دخلت الوسط الفني لتكون قدوة صالحة وصورة حسنة عن الفن الراقي والحضاري , فالفن هو حضارة شعوب وثقافة ورسالة وليست ” بوس الواوا ” .
والبعض الأخر لا يوجد عندهم لا فن ولا ثقافة ولا موهبة ولكنهم تغطوا بإسم الفن لغاية بأنفسهم . فشوهوا صورة الفن الحقيقة .
وأخر همهم إذا تشوهت صورة الفن في لبنان . المهم لديهم أن تزيد أسعارهم في “الداون تاون” و”الخليج” وجعلوا من الفن ستارة لتجاوزاتهم اللا أخلاقية .
* هل أنت حاقد على الفن والفنانين في لبنان ؟ ولماذا ؟
لا .. لست حاقداً على أحد , أنا أعتب عليهم وعلى ما اّلت إليه الأمور في أيامنا وعلى التدهور الحاصل في معاملتنا وأخلاقنا وإحترامنا لأنفسنا .
فععدنا كفنانين في لبنان ليس ثلاثون أو أربعون ألفاً لنكون متفرقين ومشتتين كما نحن الأن .
نحن جميعاً نحتاج بعضنا البعض ونكمل بعضنا البعض . لذا يجب أن نكون يداً واحدة .
وأنا أدعوهم كي نكون كذلك لنرفع الدراما اللبنانية من تحت الأنقاض .
فكانت الدراما اللبنانية في العهود السابقة في الطليعة والسباقة بين الدول العربية . بينما اليوم هناك تراجع ملحوظ في كل شيء .
الحروب اللبنانية التي أتت على لبنان من العدو الصهيوني كانت سبباً بتراجع الدراما ولكن نحن نعيدها صيغتها الأولى بالعزم والإرادة والأصرار .
* هل تعتبر الدراما اللبنانية تتقدم أم تتأخر في لبنان ؟
الدراما في لبنان في تقدم بطيء وهي تحتاج أكثر وأكثر , بحاجة لإهتمام ورعاية وحماية في الوقت نفسه من كل الشوائب والمغرضين .
نحن في لبنان نمتلك أفضل المواهب ولدينا أفكار لا تعد ولا تحصى ومواضيع عديدة تنتج إبداعات في عالم الدراما , ونستطيع أن ننافس الدول العربية الأخرى في هذا المجال .
ولكن أين الفرص ؟؟؟ نحن بحاجة لإنتاج محلي ناجح .
* أين تلفزيون لبنان على خريطة الفن ؟
تلفزيون لبنان في المجهول . ويجب المطالبة بعودته الى الواجهة من جديد فهو تلفزيون الدولة ويجب أن يكون لكل الشعب اللبناني دون إستثناء . بعيداً عن مصالح ومحسوبيات البعض كما في التلفزيونات المتبقية .
وجميعنا يجب أن يعمل تحت سقفه ويجب المطالبة بتنفيذ القانون الإعلامي المرئي والمسموع والمقروء بكل حذافيره .
فالقانون ينص على أن تعمل ستة محطات تلفزيونية في لبنان فقط على أن تنتج كل محطة مائة وعشرون ساعة دراما بالسنة الواحدة .
فأين هذا النص وأين تنفيذ القانون عبر المحطات الموجودة ؟
للأسف لم يتقيد أو يلتزم أحد بها . وكل يغني على ليلاه في المحطات المتواجدة في لبنان ويصدر ما يشاء وكيفما يشاء دون مراقبة أو محاسبة من أحد .
وفي خضم كل هذه المعمعة بقي تلفزيون لبنان على الرف مهمشاً بالياً لا يوجد من يشاهده بعكس ما يجب أن يكون . فدعونا نطالب بعودته لنحافظ على صورة لبنان جميلة وعالية بنظر الجميع .
* ما هو السبب برأيك الذي يبقي الفنان صامداً في وجه كل هذه التحديات ؟ وكيف يستطيع أن يقدم أعمالاً ناجحة ويستمر في عطائه ؟
الإنتاج هو أساس نجاح ودعم الممثل وبقائه , فإن لم يتواجد على الساحة الفنية فلا أمل من أعمال جديدة لأي ممثل .
نلاحظ جميعنا هذه الهجمة على مشاهدة المسلسلات التركية والمكسيكية والسورية والإيرانية وغيرها من أعمال درامية من خارج لبنان .
ويفرضون علينا مشاهدتهم ومتابعتهم من خلال إصرارهم وتعميمهم بث هذه المسلسلات عبر محطاتهم التلفزيونية , دون حد أدنى من التفكير بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم بتعزيز الدراما اللبنانية وإنتاجها لتعمم بدلاً من أعمال لا تقدم ولا تأخر على لبنان بشيء .
فأين الفائدة من مسلسل تركي أو مكسيكي أو غيره ؟ لماذا نحن نشاهدهم وهم لا يشاهدوننا ولا يبثون برامجنا وأعمالنا عبر محطات وشاشات بلادهم ؟ هل سألتم أنفسكم هذا السؤال يوماً ؟
ستقولون أين الأعمال اللبنانية , نعم أين الأعمال والدراما اللبنانية ؟ دعونا نسعى لنقوم بأعمال ودراما لبنانية ترفع رأسنا في البلاد العربية ونجعلهم يتابعوننا بدلاً من متابعتنا لهم . وهذا لن يأتي من فراغ وإنما بالعزيمة والإرادة والسعي لإنجاز أفضل الأعمال الدرامية .
فلتكن غيرتنا ومنافستنا هنا , لتقديم حضاراتنا ومجتمعاتنا من خلال أعمالنا ونعرفهم عن أنفسنا . كما تعرفنا عليهم من خلال أعمالهم . وأنا هنا أنوه بالدور الذي تلعبه هذه الدول وما تقدمه من شهرة ودعم للفن في
بلادهم وهذا الخيار الأفضل .
هيا بنا ننطلق للنور بدلاً من بقائنا في الظلام , وننفتح على البلاد المجاورة وعلى أنفسنا بتقديم الأفضل وننافس منافسة شريفة تجعل لكل منا مكانة بين شعوب العالم .
* هل الممثل هيثم إسماعيل راضي عن نفسه فنياً ؟
لا .. لست راضياً وأعتبر نفسي لا زلت ببداية المشوار .
* ما هو طموحك للمستقبل ؟
لا طموح لدي . وإنما لدي مطالب وهي أن تتحد النقابات لنحصل على الضمان الصحي والشيخوخة , وأن يهتم كل من وزير السياحة والثقافة والإعلام في أعمالنا , ويدعموا إنتاجاتنا ويسعوا لتوفر فرص الإنتاج المحلي .
وأن يلتفتوا بشكل أكبر الى قطاع الفن والتمثيل فهو قطاع هام وأساسي في تقدم الشعوب وتصدير حضاراتها نحو الخارج وهو يعود بالفائدة المادية على الدولة اللبنانية اذا عرفوا كيف يديرونه .
فمصر وسوريا وغيرهم من الدول يعتمدونه كإنتاج أساسي للدولة . وهم يعرفون كيف يستثمرون هذا القطاع وأنا أدعو جميع الزملاء الفنانين والممثلين الى ضرورة إتحادنا للمطالبة بهذه الرفعة والإهتمام بالأعمال الفينة بدلاً من أن نتكلم على بعضنا البعض ونشوه صورة بعض .
وبدلاً من منافسة بعضنا ومحاربة أرزاق غيرنا . فلنطالب وزارة الثقافة التي لنا عليها حق وهو دعم هذا القطاع وتمويله .ومطالبة وزارة الإعلام بتطبيق القوانين , ولو كنا يداً واحدة لم نصل الى ما نحن عليه الأن .
* ما هو جديدك ؟
تصوير مسلسل أسمه ” عجز نفسي ” مع شركة ” الفور بروداكشن ” وأنا سأكون ضيف شرف في هذا العمل .
مشاركة في سلسلة خماسية ” قصص لشهداء المقاومة ” على شاشة قناة المنار .
فيلم سينما قيد التحضير سنعلن عنه في حينه .
سأصور للمرة الأولى بطولة مطلقة لعمل درامي , وأنا سعيد جداً بهذه الفرصة التي لطالما تمنيتها . وسأخبركم عنها قريباً إن شاء الله .
كلمة أخيرة لجمهورك ؟
أتمنى أن أقدم لكم الأفضل دائماً ونرضي جمهورنا وطموحنا في أن , وأن نصنع من الضعف قوة حقيقية .
وأشكر كل من يتابعني ويهتم بأعمالي , وكل أصدقائي على الفايس بوك وعبر صفحاتي فبدعمكم وتشجيعكم أتقدم وأسعى الى الإستمرار والبقاء .
كلمة أخيرة ؟
شكراً لإهتمامكم ومحبتكم وأنا أقول لكم ليس الإعلام الناجح فقط يسطع من موقعكم وإنما الحضارة والرقي في التعامل واحترام الغير وايصال الخبر الصادق والحقيقي دون فبركة او استئصال فشكراً على هذا الحوار .
أما أنت يا ميرفت فشهادتي مجروحة بك ومهما تكلمت ووصفت لن أوفيك حقك , فأنت إعلامية قريبة من القلب وسباقة بكل شيء , وأنت صديقة الجميع بفضل لطفك وحسن معاملتك وإختيارك الإعلامي والصحافي
المناسب .
فنحن جميعاً كفنانين نقدر جهودك وعطاءاتك وإهتمامك بنا دائماً , ونتمنى لك مزيداً من النجاح والنجومية في عالم الإعلام الذي يشبهك ويليق بك . ولك منا ألف تحية وسلام .
أتقدم من الممثل هيثم إسماعيل بالشكر الجزيل على كل كلماته التي وصفني بها وأشكره على هذا اللقاء الشيق والممتع , وأتمنى له المزيد من العطاء وأن يبقى الحظ والنجاح حليفه بكل خطوة , وأن يحقق كل أحلامه ومبتغاه في عالم التمثيل .
كما وأتوجه بالشكر لكل من قرأ هذا اللقاء وأتمنى أن ينال إعجابكم , وأعدكم بلقاءات جديدة مقبلة , تابعوني دوماً , وأنا بإنتظار تدوين تعليقاتكم على اللقاء .
بقلم : ميرفت كجك