في حال انفجر طفلك في الصراخ والبكاء عند مروركم بجانب محل الحلويات، بسبب رفضك شراء المزيد من المأكولات التي يحب، فهل “تنصاع” لأوامره لإسكات غضبه أم أنك تحاول تهدئته وإقناعه بأنكم اشتريتم ما تحتاجون إليه، كما أن هناك كثيراً من الحلوى في المنزل؟
يمكن لكثير من الأهل أن يشتكوا من عدم سماع أبنائهم لتعليماتهم، وأنهم في معظم الأحيان يرون أنفسهم يميلون إلى تنفيذ طلبات أبنائهم دون أن يحصل العكس، أي أن يقوم الأبناء أنفسهم باتباع تعليمات أهلهم.
هذا ويرجع معظم الأهل سمة العناد لدى الأطفال، وعدم انصياعهم للأوامر، وبكائهم الذي يظهر فجأة، وكثرة طلباتهم التي لا تنتهي، إلى أن هذا الجيل تحديداً هذه هي سماته التي على الأهل تقبلها كما هي.
وأشار الخبراء إلى أن أهل أطفال هذا الجيل، هم من يفرط في التدليل، والمشكلة تكمن عند الأهل أنفسهم.
هذا وقام الدكتور فل بتحديد أكثر الأمور التي تساعدك على التخفيف من تدليل الأطفال، وفي الوقت نفسه الالتزام بتربيتهم التربية الصالحة.
لا نستطيع أن نحصل دائماً على ما نريد في هذه الحياة
إن وظيفة الأهل الأساسية هي أن يقوموا بتحضير الطفل للحياة كما هي في الواقع.
ووفقاً لما يقوله الدكتور فل، فإن على الأهل السماح للطفل بالتعرف إلى الحياة الواقعية، على الرغم من عدم جماليتها، ويدرك أنه من “الطبيعي” ألا يحصل على كل ما يشاء.
وفي الحياة الحقيقية، فإن الفرد منا لا يحصل دائماً على ما يريد.
وأوضح الدكتور فل، أن هذه الطريقة تساعد الطفل على التعامل مع الحياة، عندما يبلغ ويصبح إنساناً ناضجاً في هذه الحياة بطريقة أفضل بكثير، في حال اعتاد على ذلك منذ صغره.
ومن أسوأ الأمور التي يمكن أن تفسد الطفل، هي شعور أهله بالذنب تجاهه.
ويقول الدكتور فل، إن وظيفة الأم والأب كأهل للطفل، لاتتطلب أبداً أن يرضى الأهل عن أنفسهم، فقط عندما يوفرون لطفلهم جميع ما يحتاج، وكل شيء يطالب به.
بل وظيفة الأهل هي أن يقوموا بتحضير الطفل لكي يتفوق في المدرسة، ولكي يكون قادراً أيضاً على مواجهة الحياة في المستقبل.
إلى ذلك، أشار الدكتور فل إلى أن الأطفال، يجب أن يتم إفهامهم أن الأب أو الأم يعملون جهدهم، لكي يوفروا لطفلهم مطالبه.
كما أنه من المهم جداً أن يتم إفهام الطفل، أنه لن يحصل على ما يريد من خلال المناورات والبكاء والصراخ والقيام بالحركات العنيفة، كإغلاق الأبواب بعنف على سبيل المثال.
الأمور المادية ليست الأساس
في حال كانت العلاقة بين الأهل والطفل مبنية على الأمور المادية، فإن الطفل في هذه الحالة لن يكون أبداً قادراً على أن يجرب طعم المحبة الصافية البعيدة عن المصالح.
والطفل في هذه الحالة، سيعامل أهله بنفس الطريقة، حتى قبل أن يكبر.
ويقول الدكتور فل، إن على الأهل أولاً أن يحددوا لأنفسهم ماذا يعني لهم الاهتمام بأطفالهم، ولماذا يقومون فعلاً بهذه المهمة؟.
كما يفضل أن يسأل الأهل أنفسهم بصراحة، عمّا إذا كانوا فعلاً يوفرون لأطفالهم الرعاية العاطفية والروحية أم لا؟.
وأكد الدكتور فل، أن الأهل ليسوا بحاجة إلى أن يكتفوا فقط بشراء الأمور المادية لأطفالهم لضمان قوة العلاقة مع الأطفال.
وعوضاً عن تزويد الأطفال دائماً بالأشياء المادية، والتي لا يكونون بحاجة إليها في معظم الأحوال، فإنه من الأفضل أن يهبوهم أموراً أخرى، كأن تذهب العائلة كلها في نزهة، وأن يمضوا الوقت في اللعب معاً.
هذا، ويجب أن يتأكد الأهل من أن أطفالهم لا يقيسون سعادتهم في الحياة بحسب وضعهم المادي وما يلبسونه.
وهنا، وقفاً لما يقوله الدكتور فل، على الأهل أن يجلسوا مع أبنائهم ويوصلوا لهم فكرة قيمتهم الحقيقية، والتي تكمن في ذكائهم وقدرتهم على الابتكار والعمل الذي يقومون به، بالإضافة إلى صفاتهم الحسنة.
الفرق بين الأمور الجوهرية والأمور السطحية
إن شعور الطفل بدوافع جوهرية، تدفعه إلى القيام بأمور معينة، كشعوره بالفخر من جراء قيامه بها، على سبيل المثال، تساعده بشكل كبير على الشعور بالرضا عن ذاته، وشعوره بالسعادة لما أنجزه.
أما الدوافع السطحية، فهي عندما يقوم الطفل بمهمة ما، فقط من أجل حصوله على أمور مادية.
على سبيل المثال؛ كأن يتم إعطاء الطفل لعبة جديدة أو حلوى لذيذة ليقوم بهمة معينة.
وفي حال كان الأهل دائماً يكافئون طفلهم بالأمور المادية، فإن الطفل لن يتعلم أبداً أن يحث نفسه على القيام بالمهمات بشكل نابع من دوافع جوهرية كالشعور بالفخر مثلاً.
هذا وإن الهدايا المادية التي تقدم للطفل دائماً، تجعله شخصاً غير قادر على فهم قيمة الأشياء؛ إذ تصبح الأشياء المادية كثيرة جداً من حوله وتفقد بذلك قيمتها الجميلة.
“من الطبيعي أن تقول “لا
أكد الدكتور فل، أنه يفضل أن يقول الأهل لطفلهم وبشكل حازم كلمة “لا” شريطة أن لا يتراجعوا فيها.
ومن الطبيعي ألا يشعر الطفل وفي كل دقائق النهار وساعاته، أنه يحب أهله، وشعور الطفل بالغضب تجاه أهله في حال لم يلبوه، يُعتبر أيضاً من الأمور الطبيعية.
وكما أكد الدكتور فل، فإن الطفل يجب أن يعلم أن الأشياء لاتأتي إليه بسهولة، بل عليه أن يبذل جهداً للحصول عليها.
هذا وينصح الدكتور فل، بأن الأهل ينبغي أن يكونوا النموذج الجيد الذي يجب أن يهتدي به أطفالهم.
ويقول الدكتور فل، إن الأهل ليسوا هم فقط المؤثر الوحيد في حياة أطفالهم، ولذلك يجب أن يكونوا المؤثر الأفضل