تتعرض مليارات الكتاكيت في جميع أنحاء العالم إلى القتل فور فقسها من البيضة.
ويرجع السبب في ذلك إلى كونها ذكورا، وبالتالي لا تستطيع أن تساهم في إنتاج البيض في المستقبل. وهو ما يجعل تربيتها وتسمينها “عملية خاسرة”.
يطلق عليها اسم “كتاكيت اليوم الواحد” لأن عمرها لا يتعدى يوما واحدا، حيث يتم قتلها مباشرة بعد التعرف على جنسها وثبوت أنها لا تستطيع وضع البيض لأنها من الكتاكيت الذكور.
فعندما تفقس الكتاكيت في الشركات الصناعية لإنتاج البيض يقوم العمال بفرزها بشكل دقيق إلى صنفين:
الكتاكيت الإناث ويتم تجميعها في صناديق لترسل إلى مزارع التربية.
والكتاكيت الذكور التي تواجه مصيرها الحتمي بالقتل.
ويرجع السبب في ذلك إلى تنوع التخصصات في مجال تربية الدواجن كما يقول ماريوس تينته، المتحدث باسم جمعية الرفق بالحيوان الألمانية في مقابلة له مع DW: “هناك أنواع من الدجاج التي يتم تربيتها لإنتاج الكثير من اللحوم بالإضافة إلى الدجاج البيّاض، الذي ينتج كميات كبيرة من البيض. في حين أن الكتاكيت الذكور من بعض سلالات الدجاج ليس لها قيمة اقتصادية مهمة، ولهذا فغالبا ما يكون مصيرها هو القتل”.
وتقدر نسبة الكتاكيت الذكور من البيض المفقوس بحوالي 50 في المائة.
وهي نسبة غير مرغوب فيها من شركات تربية الدواجن وإنتاج البيض، لأن هذه الكتاكيت تحتاج إلى عناية كبيرة حتى تكون قادرة على إنتاج اللحوم بشكل كبير. إلا أن هناك سلالات أخرى من الفراريج الخاصة، التي يتم الاحتفاظ بها لإنتاج اللحوم، فعند هذه السلالات يتم تسمين الذكور والإناث على حد سواء ليتم ذبحها في وقت لاحق.
ولا تعتبر ممارسة قتل الكتاكيت الذكور استثناءا، حيث يتعرض سنويا أكثر من 40 مليون منها إلى القتل في ألمانيا. وتبلغ هذه النسبة على المستوى العالمي حوالي 2.5 مليار كتكوت ذكر.
مباشرة بعد خروجها من البيض يتم فرز الكتاكيت إلى ذكور وإنات
الخنق أو التقطيع
ويتم التخلص من الكتاكيت بطريقتين أساسيتين: إما عن طريق تمزيقها وتقطيعها بآلات ذات سكاكين حادة أو عن طريق خنقها باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون.
“الحيوانات عليها أن تحمل الصراعات الحادة مع الموت في كلا الطريقتين” على حد تعبير تينته. والذي يضيف أنه: “عندما يتم تقطيعها بالسكاكين يبقى بعضها أحيانا على قيد الحياة وتعاني من جروح خطيرة. وعند مشاهدة أشرطة الفيديو التي تبرز عملية الخنق يمكننا أن نرى بوضوح كيف تحاول هذه الحيوانات بطريقة ما أن تحصل على الهواء قبل أن تموت”.
الكتاكيت المقطعة يتم معالجتها وتصنيعها في بعض الأحيان على شكل طحين يضاف إلى علف الماشية. في حين أن بعض الكتاكيت المقتولة بالغاز تقدم كغذاء في بعض حدائق الحيوان. ولكن وفقا لجمعية الرفق بالحيوان الألمانية تبقى هذه النسبة ضئيلة جدا.
البيض العضوي ليس حلا
بعد فرز الكتاكيت إلى ذكور وإناث يتم تقرير وجهة الكتاكيت ومصيرها، فمنها ما يتم تربيتها في الأقفاص ومنها ما يربى في المزارع العضوية. ولكن هذا لا ينفي أن المزارع يعتمد بشكل أساسي على دجاج الشركات الصناعية، التي يربيها لإنتاج البيض. وبالتالي يصعب عليه الخروج بسهولة من هذا النظام.
وفي هذا الصدد يقول غيرالد فيده، المتحدث باسم جمعية الزراعة العضوية في مقابلته مع DW: “لا يوجد بدائل في السوق ويمكننا فقط محاولة التخفيف من هذه المشكلة إلى حد ما”.
وفي الوقت الحالي يقوم المزارعون عادة بذبح الدجاج عند بلوغه سنة من العمر وبعد تبديل ريشه لأول مرة. ولكن المزارع العضوية تنصح بإبقاء الدجاج على قيد الحياة لفترة أطول، مضيفة أنه حتى بعد عملية تبديل الريش الأولى يبقى بإمكان الدجاجة أن تبيض مرة أخرى، حتى ولو كان ذلك بنسبة أقل. وعندما يتم الاحتفاظ بالمزيد من الدجاج لوضع البيض في فترة إرساء ثانية سوف تقل حاجة المزارعين لشراء الدجاج البياض من الشركات الصناعية الكبرى، على حد تعبير فيده، الذي يضيف: “لا يمكننا منع قتل الكتاكيت، ولكن يمكننا على الأقل التخفيف من ذلك”.
حتى دجاج المزارع العضوية يبقى أصله من شركات إنتاج البيض الصناعية
انتهاك لقانون رعاية الحيوان؟
تنص الفقرة الأولى من قانون رعاية الحيوان على وجوب توفر سبب معقول لقتل الحيوانات. ولكن نشطاء حقوق الحيوان وبعض رجال القانون يشككون في وجود أسباب معقولة لقتل ما يعرف بـ “كتاكيت اليوم الواحد”.
ولكن الواقع يظهر شيئا آخر، حيث نجد مثلا أن هناك قانونا للاتحاد الأوروبي يحدد حتى كيفية سحق وخنق الكتاكيت. وأهمها عدم الإثقال على آلات القطع، كما يجب أن لا يتعدى عمر الكتاكيت 72 ساعة.
وأما عن موقف الوزارة الألمانية للأغذية والزراعة وحماية المستهلك فقد صرحت في ردها على طلب تقدمت به DW على الشكل التالي: “إن قتل الكتاكيت الذكور يجب أن يكون هو الحل الأخير بعد استنفاد كل الاحتمالات الأخرى ويتطلب ذلك دراسة شاملة قبل اتخاذ هذه الخطوة”. ولكن استخدام الكتاكيت الذكور في إنتاج اللحوم يبقى كما سبق الإشارة عملية غير مربحة والمشكل الأساسي.
حلول في الأفق؟
لكن في الأثناء أصبح هناك وعي بأن قتل المليارات من الكتاكيت ليس أمرا عمليا ولا يراعي قانون حماية الحيوان. وحتى الشركات نفسها تعاني من ذلك، لأنها تقوم باحتضان الأطنان من البيض سنويا دون الاستفادة منه. كما أنها تصرف أموالا طائلة للتخلص من الكتاكيت بعد قتلها.
وفي هذا الصدد تقول ماري إليزابيث كروت فالد، طبيبة بيطرية وباحثة في جامعة لايبزيغ: “ليس هناك إنسان ولا حتى شركات صناعية تسعى إلى الاستمرار في قتل الكتاكيت الذكور الأصحاء بعمر يوم واحد”. وتقوم يونغ هانس ببحث كيفية تحديد جنس الجنين الفرخ قبل الفقس. فعندها يمكن حصر عملية التفقيس على الإناث فقط.
تفقيس مائة ألف كتكوت في اليوم يعتبر رقما عاديا عند الشركات الكبرى لأنتاج البيض والكتاكيت
ولكن الحل المثالي يبقى من وجهة نظر مربي الدجاج وجمعية الرفق بالحيوان هو الحفاظ على سلالات الدجاج باستخدام مزدوج: الإناث لوضع البيض، في حين يمكن تسمين الذكور من أجل إنتاج اللحوم. وهو ما كان معمول به قبل خمسينيات القرن الماضي في ألمانيا. وهو النهج المعمول به حاليا في بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا وسويسرا.
إلا أن هذا الحل يبدو صعب التطبيق في بعض الشركات الألمانية، التي ترى في فرز الكتاكيت الطريقة المثلى والأسرع والأكثر ربحا. وفي انتظار تغيير هذا الواقع المعاش ليس للمستهلك بديل، على حد تعبير تينته، سوى : “التضحية وتناول نسب أقل من البيض ومنتجاته”.