عندما يوجه للفرد سؤال ما عن موضوع ما، قد يواجه في بداية الأمر صعوبة في الوصول إلى نوع الإجابة التي ستكون مناسبة للسؤال، والتي يمكن أن تقنع الطرف الآخر بالرد.
ويؤكد علماء النفس النفس والأعصاب ضرورة التوقف قليلا قبل الإجابة عن أي سؤال، يسعى من ورائه الفرد إلى إقناع الشخص المقابل بما يريده من الإجابة، أو بالفكرة التي يحملها. وهذه بعض النصائح التي يمكن اتباعها حتى تكون شخصا مقنعا في إجابتك وأفكارك إلى حد كبير:
– لا تصر على الفوز بنسبة مائة بالمائة:
لا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل، وأن تظهر أن الطرف الآخر مخطئ تماما في كل ما يقول، فإذا أردت الإقناع، فيجب أن تقرّ ببعض النقاط التي يوردها من يقابلك، حتى ولو كانت بسيطة، وبيّن له أنك تتفق معه، لأنه سيصبح أكثر ميلا للإقرار بوجهة نظرك، وحاول دائما أن تكرر هذه العبارة: “أنا أتفهم وجهة نظرك، أو “أنا أقدر ما تقول وأشاركك في شعورك”.
– اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة:
أحيانا عند المعارضة، قد يحاول الفرد عرض وجهة نظره أو نقد وجهة نظر من يحدثه بشيء من التهويل والانفعال، وهذا خطأ فادح، فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والانفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك، وتحوز على استحسان الحاضرين، ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة، وسيخرج صامتا، لكنه غير مقتنع أبدا ولن يعمل برأيك.
– تحدث من خلال طرف آخر:
إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك، فلا تذكر رأيك الخاص، ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين؛ لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك، لو كان كلّه عن رأيك وتجاربك الشخصية، وعلى العكس لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم، وبعض ما ورد في الكتب والإحصاءات لأنها أدلة أقوى بكثير.
– اسمح للطرف الآخر بالحفاظ على ما وجهه من رأي:
إن الأشخاص الماهرين، والذين لديهم موهبة النقاش، هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم، من دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفه، فإذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك، فاترك له مجالا ليهرب من خلاله من موقفه، كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها، أو أي سبب يرمي عليه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره، مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح، ولو أي جزء منه، ولكن لهذا السبب، الذي أوضحته وليس بسبب وجهة نظره نفسها، فإنها غير مناسبة.
أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها، فسيدفعه لا إراديا للتمسك بها أكثر، ورفض كلامك من دون استماع له، لأن تنازله في هذه الحالة، سيظهر وكأنه خوف وضعف، وهو ما لا يريد إظهاره مهما كلّف.