لا تشبه شخصية “الشيخ طلال” أي شخصية لعبها يوسف الخال سابقاً، مما خلق له حافزاً لتقديم الأفضل في مسلسل “وأشرقت الشمس”. اقطاعي متسلط، قاس وحنون في آن واحد، تناقضات يؤديها الخال بحرفية عالية، لا مبالغة ولا استعراضات انما اداء يلائم الشخصية.
انه “فتى الشاشة”، ينتقل من نجاح إلى آخر، يستمتع بمهنته، ورغم تعدد موهبته كالموسيقى والغناء والتقديم والكتابة والانتاج، الاّ انه لا يعتبر نفسه الا ممثلاً بالدرجة الأولى.
■ يبدو انك تؤدي الدور الأفضل في حياتك المهنية من حيث تركيبته الفنية بين القساوة والعاطفة؟
صحيح، اعتبر هذا الدور من أجمل الأدوار، يجمع النقيضين. معظم الأدوار التي أديتها كانت تحمل بعداً أو اثنين، أما هذا الدور فيتميّز بثلاثة ابعاد. الممثل يبحث عادة عن تناقضات في الشخصية التي يؤديها، وهذا الدور غنيّ على نحو يجعل الممثل يسلطن.
■ هل من تحوّلات متوقعة في الدور؟
التحوّلات في اللعب على وترين، وتر الوراثة للتربية القاسية والطبقية من جهة، ووتر التفاعل مع أحاسيس بقية الناس من جهة اخرى ويتمثّل ذلك بالمشاهد مع “جلنار”. هو لم يُربّ على الشفقة ويعتبر الحبّ انكساراً، لكن في داخله يحب ويبكي ويتفاعل. انه الخيط الذي سيشهد التحوّلات. لا يمكننا الإفصاح كثيراً كي لا نفضح مضمون المسلسل. هو لن يصير روميو حتماً، سيبقى في تركيبته الشيخ القاسي، وما يمكن قوله ان القصة ستنقلب عليه وربما سيقع في ما هو اسوأ مما وقع فيه الشيخ خليل، ولا شك في ان الحب ينتصر على الطبقية في نهاية المطاف.
■ هل التحوّلات ستكون مفاجئة أو هي من النوع الذي يتوقعه المشاهد من السياق الطبيعي للقصة؟
ثمة مسار طبيعي للمسلسل، لكن ربما تدخل عناصر مفاجئة. المهم ان جميع المشاهدين ينتظرون أو يرغبون في أن تصل الأمور إلى نهايات ايجابية، وتبقى التفاصيل رهن المتابعة.
■ تلك الحقبة، هل تذكّرك بالواقع الآن؟
لا نزال نعيش ما هو مشابه لتلك الحقبة. لقد حكمنا العثمانيون 400 عام ولا نزال محكومين، والطبقية لا تزال مستمرة انما بأقنعة الطائفية ومن خلال الزعامات الطائفية. ربما تغيّرت الوسائل وأصبحنا نستخدم التويتر والفايسبوك، لكننا لا نزال في حاجة إلى 800 سنة حتى نخرج من انقساماتنا ونتحرر.
■ بين “جذور” والآن “واشرقت الشمس”، أيّ الدورين استفزك أكثر؟
عادة أعطي كل دور حقه، واحترم كل شخصية بواقعها رغم أنها قد تكون خيالية احياناً. ثمة نوعان من الممثلين: ممثلون يذهبون إلى الشخصية، وممثلون يجذبون الشخصية اليهم، وانا من النوع الثاني. في الحقيقة، اعتبر أن في شخصية “الشيخ طلال” الكثير من شخصيتي الحقيقية، بينما في “جذور” كان الدور أصعب، ببعد واحد، لا يشبهني كثيراً. فشخصية “الشيخ طلال” تشبهني بعنفوانها وجديتها ورجوليتها و”سلطنت” أكثر فيها بسبب اجواء الاقطاع وذلك التناقض الذي يتضمنه.
■ أنت ممثل محترف ولا ترتاح الا الى الممثل المحترف، فما رأيك باداء ايميه صياح التي تجمعك فيها مشاهد عديدة في المسلسل؟
لقد فرض علينا منذ وقت طويل ممثلون اضطررنا الى أن نقبل بهم رغم ادائهم غير المقبول. لكن ايميه صياح تستحق الأفضل نظراً إلى مخزون الذكاء الذي تتمتع به والذي يجعلها متألقة في أي مهنة تختارها. بعد “واشرقت الشمس”، ستتخرج كأنها نفّذت عشرة مسلسلات. دورها كان صعباً ورهاننا كان بمحله. لقد برعت ايميه في اللعب معي على طريقة الـPing Pong. لقد فرضت نفسها من خلال احساسها المرهف واندفاعها وقلق الممثلة الموهوبة. ولا أنسى المخرج شارل شلالا وميلاد ابي رعد، وكل من شارك في المسلسل. فكل واحد ادى عمله بإتقان.
■ من هي الممثلة التي تلعب معك على المستوى نفسه؟
لا احد معيّناً. فأنا لم اندم على أي ممثلة شاركتها في التمثيل.
■ أنت من عائلة فنية، فشقيقتك ورد الخال وزوجتك نيكول سابا، لماذا اطلالاتك قليلة معهما؟
ما من سبب مباشر. ربما أنا ونيكول لدينا سبب منطقي. فإذا اردنا التمثيل معاً في دور عاطفي نخاف ان يبدو كالكليشيه، لذلك يجب ان يكون النص غير عادي ولا يشبه حياتنا اليومية لئلا يأتي سخيفاً. على أيّ حال، نحن نعمل على فكرة معيّنة. أما أنا وورد فسنلتقي في مسلسل، لكن حتماً الهامش ضيّق لأننا شقيقان.
■ رغم انك تغني وقدّمت البرامج وتؤلف الموسيقى، نراك تولي أهمية قصوى للتمثيل، لماذا؟
أكيد، أنا وقتي كله للتمثيل. أحببت أن أجرّب أموراً أخرى، لكن لم أرغب في الذهاب فيها إلى الآخر. بالأساس أنا أرفض الغناء، لأنني لا أتمتع بشخصية مطرب، لكني “فشيت خلقي” بالغناء في المسرح. ويبقى التمثيل هو الأساس، وتركيزي عليه، لذلك “أسلطن” في هذا المجال. وأجد الموسيقى قريبة مني، وهي شغفي، ولا تنس انني نفّذت موسيقى تصويرية لـ17 مسلسلاً.
■ هل تزعجك تسمية “فتى الشاشة”؟
لا تزعجني بتاتاً، انما هذا هو الواقع وله عمر معيّن بين الـ25 والـ45. علماً ان هذا توصيف وليس مدحاً. الا انني لست الوحيد الذي يلعب دور “فتى الشاشة”.
■ ماذا تغيّر بين فتى الشاشة من عبد المجيد مجذوب ومحمود سعيد وجورج شلهوب إلى يوسف الخال ويورغو شلهوب وكارلوس عازار؟
لا شيء، الوقت والمرحلة فقط. غداً سأصبح “بابا الشاشة”. والأسماء الكبيرة التي ذكرتها لا تزال في موقع النجومية انما بأدوار تناسب عمرها. أما أنا فأعيش عمر الحب والرياضة والشباب.
■ لماذا تبدو عجلة الانتاج بطيئة في الشركة التي تملكها “خيال للانتاج”؟
نحن شاركنا في انتاج مسلسلات عدة، وأظن ان اسلوب الدمج أو المشاركة في الانتاج يحقق نتائج جيدة. شركة “خيال للانتاج” أسسناها لننفذ أعمالاً تتلاءم مع مزاجنا وذوقنا.
■ إلى اي مدى يشعرك المولود الجديد بالسعادة؟
منذ فترة قصيرة كتبت: الأبوة بُعد أبعد من البعيد وأحلى من الواقع لأصعب فكرة بالخيال. أنا تربيت عليها بالذكرى ولا سيما انني فقدت والدي باكراً ولم تسنح لي الفرصة أن أقول كلمة بابا، والآن اربّي عليها بالفطرة.
■ أنت ابن يوسف الخال الشاعر ومهى بيرقدار الشاعرة، ألم تستهوك كتابة الشعر؟
انني أدوّن خواطر اكتبها على “تويتر” تتناول موضوعات عدة مثل الوقت والحب لكن بأسلوب نثري. أنا اشعر وأكتب ولست شاعراً يكتب.
■ ماذا عن جديدك؟
أحضّر مسلسلاً لرمضان 2014، عنوانه “لو” بمشاركة عابد فهد ونادين نسيب نجيم، واخراج سامر البرقاوي، وهو يتألف من 30 حلقة، انتاج ضخم لشركة صادق الصباح، ويتمّ التصوير بين لبنان ومصر، وسيعرض على محطات عدة.