يتسبب الازدحام بالنسبة لكثيرين بالاضطراب والتوتر النفسيين، فيما يكون احيانا سببا لبهجة وسعادة آخرين.
أثار هذا الأمر فضول علماء من جامعات ساسكس وسانت أندروز وليدز، فشكلوا فريق بحث مشتركا تناول هذا التباين في النظرة إلى الازدحام.
قام العلماء بزيارة موقعين يشهدان ازدحاما في أوقات محددة، الأول على ساحل برايتون في نيويورك حيث احتشد 25 ألف شخص في فعالية ثقافية، والآخر مسيرة شارك فيها 7000 شخص مناهضين لإدخال تعديلات على الرعاية الصحية في بريطانيا، وتم استطلاع آراء 48 شخصا و112 شخصا من الفعاليتين على التوالي.
سعى فريق العلماء لمعرفة شعور المشارك في هذه الفعاليات وسط الازدحام، ونظرته لنفسه في هذه الحالة وما إذا كان ينتابه الإحساس بالملل، فخلص إلى أن الأماكن المزدحمة تجذب الانسان شريطة ألا يشعر أن المكان مزدحم لدرجة تقييد حريته، لأن أي شخص بحاجة إلى مجال خاص به يتحرك فيه بحرية.
لكن هذه الحاجة تقل في حال شعر الانسان أنه جزء من الجمهور المحتشد، ويجمعه به أكثر من قاسم مشترك يدفعه للتواجد في زمن محدد ومكان محدد، ففي هذه الحالة فقط لا ينظر إلى من حوله، مهما كانوا على مسافة قريبة منه، على أنهم اقتحموا مجاله الخاص.