الانشطة الفنية في المنطقة العربية بأكملها تأثرت بسبب المد السياسي، شركة “روتانا” من اكثر المتضررين بسبب هذه الأحداث ويرجع ذلك لانتظارهم عائدات من بيع البوم عمرو دياب “الليلة”K لكن الاحداث السياسية دفعتهم لاختيار التأجيل، في حين أن تسريبات الألبوم عجلت بطرح الالبوم حتى تتلافى الشركة خسائر أكثر بعد ان بدأت اغنيات الألبوم تنتشر على شبكة الإنترنت واحدة تلو الاخرى.
حتى ان حسابا وهميا على “iTunes” عرض اغنيات الألبوم للبيع مقابل 16 دولار، وذلك بعد ان إجتمع المسؤولون بالشركة لطرح الألبوم فى السوق المصري على الرغم من مخاطر ذلك ومواجهة قلة المبيعات بسبب اهتمام المصريين بما يحدث من تغيرات سياسية متلاحقة، وبسبب حظر التجوّل الذي فرضته الحكومة المؤقتة بعد فض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين وانصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
جمهور عمرو اتهم شركة “روتانا” بتسريب الألبوم واغنياته مرجعين ذلك إلى كراهية الشركة للمطربين المصريين وإساءة معاملتهم الدائمة ، وان السبب في ذلك هو اتجاه الشركة لدفن المواهب المصرية وتعمد إفشال اعمالهم، لكن سعيد الإمام مسؤول الشركة في مصر نفى تفسيرات جمهور عمرو للتسريبات بقوله إن الشركة المنتجة هي المتضرر الاول والاخير من التسريبات، لان عمرو وفريق عمل الالبوم قد حصلوا على مستحقاتهم بالكامل ، والامر يعود للشركة في تحقيق ارباحها.
واضاف ان طرح الألبوم مبكرا عن موعده الذي كان مقرراً ليس الا محاولة من الشركة للحد من خسائرها بعد تسريب الأغاني، خصوصاً وان المسؤولين قرروا تأجيل طرح الألبوم لأجل غير مسمى بسبب سوء الاوضاع الامنية في مصر وعدم استقرار السوق لاستقبال ألبوم جديد مهما بلغت قوة النجم وحجم جمهوره.
جمهور الهضبة دعماً للألبوم ولعمرو دشّن حملة لشراء النسخة الاصلية من الالبوم ، وقرر أعضاء الغروب الرسمي لمحبيه على شبكة الانترنت ان يقوم كل عضو بعرض صورته مع نسخته الاصلية، كما قام الموزع عادل حقي والملحن تامر حسين بالمساهمة في الترويج للألبوم بحضورهما مع التراس عمرو دياب في “فيرجين ميغا ستورز” بـ”سيتي ستارز” للاحتفال معهم بصدور الالبوم الذي احتفى به جمهور عمرو بكل اشكال الدعم سواء بشراء الالبوم او الترويج لشراء نسخته الاصلية او حتى ابداء آرائهم في أغانيه التي جاءت في معظمها ايجابية داعمة للألبوم ومطربهم المفضل.
الا أن عددا غير قليل توجه بالانتقادات لعمرو دياب بسبب طرحه للألبوم في مثل التوقيت الذي تعاني منه مصر من عدد من الاحداث والسلوك الارهابي من قبل جماعة الاخوان المسلمين وانصارهم، وعدم احترام الدماء التي تسيل في الشوارع، وهو الامر الذي دافع عنه محبوه بأن توقيت طرح الالبوم يرجع للشركة المنتجة.
ايضا تحدث البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تشابه اغنية “لفيتها بلاد” التي لحنها عمرو بنفسه مع اغنية اصدرها مصطفى قمر عام 2010 وتحمل عنوان “هي” وتحدث جمهور الفيس بوك وتوتير عن تشابه الجو العام وفكرة الاغنية الاولى من اغنية مصطفى قمر التي صدرت قبلها.
حالة التخوف التي كانت تصاحب طرح الالبوم من قبل الشركة المنتجة نفتها الصفحة الرسمية لمحبي عمرو دياب بعد ان اعلنت أن الألبوم حقق في اول ايام طرحه مبيعات بلغت 2 مليون و400 ألف نسخة، واعتمدت الصفحة في التأكيد على هذا الرقم الكبير على بيانات من “فيرجن ميغا ستورز” وعدد من الموزعين، وهو الرقم الذي لو صح سيكون رقماً قياسياً جديداً لعمرو.
لكن الاحداث السياسية وحالة الركود في سوق الكاسيت تجعل من رقم مثل هذا غير دقيق ومبالغاً فيه بشكل غير طبيعي وبمقارنة بسيطة مع البوم “وياه” عام 2011 قبل ثورة 25 يناير حقق الالبوم مبيعات بلغت 345 ألف نسخة بعد شهر من طرحه وسط وجود منافسة من مطربين آخرين، فكيف الحال والسوق يعاني من ركود وفضّل الجميع الهرب إلى موسم عيد الأضحى لطرح ألبوماتهم لتأكدهم من ان الاحداث السياسية ستؤثر على ألبوماتهم، وحده عمرو الذي وقف في الموسم الخالي من المطربين قسراً بسبب السياسة وتسريبات البومه التي دفعت الشركة إلى طرحه مبكرا.