أعلن باحثون اميركيون أنهم توصلوا إلى ابتكار ذاكرة مزيفة لدى الفئران، ما قد يساعد في التوصل إلى فهم الطريقة التي تتشكل بها الذاكرة لدى البشر.
وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية (ساينس) العلمية أن الباحثين سوسومو تونيغاوا، وستيف راميريز، وتشو ليو، من مركز علم الوراثة العصبية fمعهد ماساشوستس التقني، تمكنوا من جعل الفئران تتذكر أنها تعرضت لصعقة كهربائية في بيئة معينة، في حين أنها تعرضت في الواقع للصعقة في بيئة مختلفة تماماً.
وقام تونيغاوا وفريقه بوضع الفئران في بيئة معينة، وسمحوا لها بالإعتياد عليها وتذكرها، ثم عمدوا إلى تعريف ووضع علامة على الخلايا الدماغية التي تتشكل الذاكرة فيها لدى هذه الفئران، غير أنهم لم يوجهوا إليها صعقة كهربائية بتلك البيئة.
وفي اليوم التالي، وجّه الباحثون صعقة كهربائية للفئران، في بيئة مختلفة تماماً عن السابقة، فيما عمدوا إلى تحفيز خلايا الدماغ التي سبق ووضعوا علامة عليها على أنها تحفّز الذاكرة.
وفي اليوم الثالث، أعاد الباحثون الفئران إلى البيئة الأولى، فلاحظوا أنها أصيبت بالهلع، ما يشير إلى أنها تذكّرت أنها تعرضت لصعقة كهربائية في البيئة الأولى، وهو ما لم يحدث قط.
ثم أجرى الباحثون سلسلة من التجارب، فتأكدوا أن ردة فعل الفئران مبنية على ذاكرة خاطئة.
وقال تونيغاوا، الحائز على جائزة نوبل لعمله في علم المناعة، ومؤسس معهد بيكور للتعلم والذاكرة، الذي يتبع له المركز، إن نتائج الدراسة تذكّر باحتمال وجود ذاكرة لا يمكن الإعتماد عليها لدى الفئران والإنسان.
وأضاف أنه بسبب تطابق تشكل آليات الذاكرة بين الفئران والإنسان، فإن الهدف من هذه الدراسة هو “جعل الأشخاص يدركون إلى أية درجة لا يمكن الإعتماد على ذاكرة الإنسان”، معتبراً ان هذه المسألة تطرح السؤال التالي “لماذا جُعل دماغنا بهذه الطريقة، حتى يشكل ذاكرة وهمية؟”.
وأكّد أن لا أحد يعلم الإجابة على هذا السؤال بعد.