لا نبالغ إذا قلنا إنه يقترب رويدا رويدا من الوصول إلى مرتبة نجم سورية الأول، ونتاجه للعام الحالي يؤكد ذلك عندما نجده يبحر كقبطان في ثلاثة مسلسلات ساخنة ومن بطولته المطلقة.
لكن، ما رأيه بكون مختلف أعماله للعام الحالي تم تصويرها خارج سورية؟؟ ولماذا اكتسب ” لعبة الموت” هذه الجماهيرية؟ وما طبيعة وجوده بعيدا عن دمشق؟ … أسئلة كثيرة نطرحها عليه ليجيب عنها بالجرأة التي عرف بها على الدوام.
إنه النجم عابد فهد وهذا الحوار الخاص معه…
التفاصيل..
*******
ما الأعمال التي يظهر فيها عابد فهد للموسم الحالي؟
أشارك في مسلسل ” لعبة الموت” للمخرج سامر برقاوي والكاتبة ريم حنا وألعب بطولته، وفي مسلسل ” سنعود بعد قليل” للمخرج الليث حجو، وفي مسلسل ” منبر الموتى” الجزء الثالث من ولادة من الخاصرة للمخرج سيف الدين سبيعي والكاتب سامر رضوان.
دعنا نتحدث عن الأهم حاليا وهو مسلسل ” لعبة الموت”.. ما رأيك بالجماهيرية الكبيرة التي حصدها هذا العمل؟
أراها طبيعية، فحيث يظهر الجديد يظهر الجمهور، والمسلسل يتناول قصة اجتماعية بحبكة درامية مختلفة عما تم تقديمه سابقا، لذا فالكثافة في الحضور ستبرز والجمهور سيتفاعل مع الحدث في مواقع التواصل والوسائل الأخرى، وهنا لا بد من توجيه الشكر لكل من عمل في العمل وللمخرج والكاتبة المبدعة في الدرجة الأولى.
إذا ربطنا بين شخصيتيك اللتين تظهر فيهما في مسلسلي ” لعبة الموت” و” منبر الموتى” سيلاحظ المشاهد أنك في العملين تظهر خصما للنساء.. ما الأمر؟
لا ليس خصما بقدر ما هو كيان آخر في المجتمع، من دونه، بوجود العنصر الآخر، لا يمكن لهذا المجتمع أن يتحرك. وحين يكون التفاعل بين الرجل والمرأة إشكاليا في الدراما، نكون نقترب من الواقع أكثر، لأن الرومانسية وحدها تقدم مجتمعا ناقصا وهذا الأمر لا يناسب الشاشة في هذا الوقت تحديدا لكون الناس تحتاج إلى الحقيقة وإلى الواقع أكثر.
هناك من ينتظر جريمة قتل في نهاية العمل بحكم أن النص مقتبس عن مسلسل أجنبي عرض قبل 22 عاما.. هل سيحصل ذلك طالما الجمهور يتساءل؟
من الخطأ أن نرمي بهذه الورقة الآن، والأفضل للجمهور نفسه حاليا ألا يعلم النهاية، لأنه بذلك سيفقد عنصرا مهما والذي هو التشويق والانتظار، ولذا أرى أنه من الأفضل الإبقاء على هذا السر دفينا لأنه سيكشف بعد أيام بطبيعة الحال.
أين تصنف هذا المسلسل تحديدا.. هل هو سوري؟ أم عربي مشترك؟
أراه عربيا مشتركا وذلك لأكثر من سبب.. الإخراج والتأليف سوريان، ونجوم العمل متنوعون بين سورية ولبنان ومصر، وكذلك البيئة التي تجري فيها الحوادث، منقسمة بين بيروت والقاهرة، لذا أراه عربيا مشتركا، وهذه نقطة قوة له تضاف إلى نقاط الحبكة والكاميرا والتفاعل الجماهيري معه.
يرى الجمهور بك وبالنجمة سيرين عبد النور ثنائيا متلازما.. كيف رأيت العمل مع سيرين؟
من أكثر المسلسلات التي أشارك فيها وأرتاح للعمل إلى جانب الطرف الآخر الملازم لي هو لعبة الموت نظرا لوجود سيرين. أعتقد أن سيرين لا تحتاج لشهادة من أحد، وقد أكدت براعتها وقدرتها على الخلق والإبداع بنفسها، وما تقدمه ويشاهده الجمهور هو الجواب الأمثل على السؤال.
تبدو في مسلسل “سنعود بعد قليل” موجودا في قلب الحدث السوري بحكم أدائك لشخصية سياسية.. ما الرسالة من وراء هذا الحضور لك؟
رسالة الشخصية واضحة وهو أن الوطن يحتمل وجود مختلف الآراء وأصحابها دون تمييز بين هذا وذاك بحسب الانتماء السياسي، والفكرة الأهم والأعم أن النهاية لأي كيان يحظر على عناصره المشاركة ستكون مؤلمة، وعلى هذا يجب التعامل مع الشأن الاجتماعي في سورية من بوابة التعددية.
قبل أسابيع قليلة اعتقل كاتب مسلسل “منبر الموتى” وانتقدت ذلك.. هل يعني هذا أنك تميل إلى أحد طرفي الصراع في سورية؟
لا. لا يعني هذا البتة، بل يعني أنني ضد اعتقال كاتب حين يكون الجرم الذي ارتكبه مجرد تعبيره عن رأيه بمسلسل أو بمقال صحفي أو بتغريدات على مواقع التواصل. وعندما أقف مع كاتب لا يعني ذلك أني أقف سياسيا معه، مثلما الأمر عليه عندما أنتقد كاتبا على ما يكتبه أحيانا، فهذا لا يعني أنني أناصر الجهة التي انتقدها ذلك الكاتب، بل أنتقد فكرة ما بطريقة بناءة.
يلاحظ أنك شاركت في ثلاثة مسلسلات تم تصويرها خارج سورية.. ما الأمر؟
لم يكن ذلك شرطا للعمل بالنسبة لي، بل الصدفة فرضت أن تكون كل المسلسلات التي شاركت فيها مصورة خارج سورية. أولا، منبر الموتى، هو جزء ثالث وقد شاركت في جزأيه السابقين وتم تصويرهما في سورية، ومسلسل سنعود بعد قليل، وافقت على المشاركة فيه قبل أن أعرف أين سيتم تصويره، ومسلسل لعبة الموت، مكتوب أصلا ليصور بين بيروت ومصر، وبالتالي الصدفة لعبت دورها وليس هناك أي سبب آخر وراء التصوير خارج سورية.
أليس هناك عروض لمسلسلات تم تصويرها في سورية ورفضتها؟
لا، أنا لا أرفض أي عرض لمسلسل يتناسب مع ما أريده في الفن، ومهما كانت الظروف، أحضر وأصور، وهذا ما كان عليه الأمر العام الماضي. وخذ مثالا: لو أن منبر الموتى تم تصويره في سورية لشاركت فيه بحكم أن شخصية المقدم رؤوف هي لي منذ الجزء الأول.. كما أنه لو أنتج جزء جديد من بقعة ضوء للعام الحالي لشاركت فيه ولو تم تصويره في سورية، مثلما كان الأمر عليه في الجزء السابق. لا مشكلة عندي في المكان.. مشكلتي في القيمة الفنية للعمل الذي يطرح علي.
وما رأيك وقد تم تصوير مسلسلات سورية كثيرة خارج حدود البلاد للعام الحالي؟
حالة طبيعية في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد من جهة، ولكون الدراما السورية هي دراما عابرة للحدود من جهة أخرى. لا يجوز بعد كل ما قدمته الدراما السورية في العقود الماضية أن نسأل عن مكان تصويرها، فهي دراما موجودة في كل بيت عربي وفي وجدان كل عاشق ومحب للدراما، وبالتالي، عندما تصور في لبنان أو مصر أو الخليج، فهي تصور في بيتها وأرضها، وهذا ما يؤمن به كل شغوف بهذه الدراما.
ومتى يعود عابد فهد إلى سورية بشكل نهائي؟
لا إقامة دائمة لي في أي مكان في العالم، وأنا موجود خارج سورية منذ سنوات وليس في السنتين الأخيرتين وحسب. عملي وطبيعة مشاغلي، وكذلك عمل زوجتي في الإعلام، أمور تحتم علي البقاء خارج سورية، وهذا ليس جديدا. لكن أهم ما يقال في هذا الجانب إن عابد فهد لم يتخذ قرارا في يوم من الأيام بالإقامة بعيدا عن سورية، بل الظروف الحياتية هي ما يفرض ذلك.