توصل علماء من بريطانيا معرفة سر عمل الجين الذي يسبب السمنة.
فقد تمكنوا من اكتشاف الاعلاقة بين “جين السمنة FTO” و”جين الجوع Ghrelin” . ومن المعلوم ان “جيريلين” يظهر بعد استهلاك احتياطي الطاقة في الجسم، عبر الشعور بالجوع، وإن ارتفاع مستواه يؤدي الى زيادة في الوزن.
لقد اتضح للعلماء ان وجود تغير في “جين السمنة FTO” يؤدي الى ارتفاع تركيز الجريلين.
وبسبب تأثيره يرتفع مستوى الجريلين ليس فقط قبل تناول الطعام وهو أمر طبيعي، ولكن بعد ذلك ايضا، حيث يبقى الشخص يشعر بالجوع بعد تناوله الطعام مباشرة.
وتبين بنتيجة التصوير بالرنين المغناطيسي للأشخاص الذين يعانون من خلل في عمل جين السمنة، ارتفاع نشاطه في منطقة الدماغ مرتبطة بانتظار الطعام عندما عرضت عليهم صور أغذية شهية.
ويذكر إن هذا الجين كان قد اكتشف في عام 2007 في بريطانيا بعد الفحوصات التي اجريت على حوالي 40 ألف شخص في اوروبا.
كما اكتشف العلماء ان هذا الجين يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الجلد.
جرت هذه البحوث في جامعة لندن، وبينت ان كل سادس شخص يحمل جين السمنة المتغير، يكون مستوى هرمون الجوع “جريلين” مرتفع في دمه، وهو ما يسبب الشعور بالجوع بعد تناول الطعام مباشرة.
شملت هذه الاختبارات 359 رجلا يحملون شكلين من جين السمنة.
ومن المعروف ان مستوى الجريلين ينخفض بعد تناول الطعام، إلا ان عينات الدم الماخوذة من 20 شخصا من هؤلاء بينت ان مستوى هرمون الجوع بقي مرتفعا لديهم حتى بعد تناولهم الطعام، لهذا السبب يبقى الشعور بالجوع.
وتقول ريتشيل باترهام المشرفة على البحث “كنا نعلم ان تغير جين السمنة FTO مرتبط بالسمنة، ولكننا لم نكن نعرف السبب. لقد بينت الاختبارات بأن الاشخاص الذين يحملون شكلين من هذا الجين مبرمجين بيولوجيا لتناول الطعام بكميات كبيرة، كما ان مستوى “الجريلين” مرتفع عندهم جدا، لذلك يشعرون بجوع دائم، وان مخهم يتفاعل مع الجريلين بصورة مختلفة عند رؤيتهم مشاهدتهم صور الاطعمة”.
وتفيد نتائج هذه الاكتشافات في انتاج ادوية وعقاقير وطرقا جديدة لعلاج السمنة التي يعاني منها نسبة غير قليلة من سكان المعمورة، خاصة وان بعض الادوية اثبتت فعاليتها في كبح هرمون الجوع لدى الذين يعانون من السمنة.