يعتمد العلماء في بحثهم عن الكواكب الملائمة للحياة على كتلة الكواكب وبعدها عن نجومها. والحياة كما نعرفها مستحيلة على الكواكب الباردة والغازية الحارة العملاقة لكن هناك كواكب أخرى تسمى بـ “سوبرأرض” تزيد كتلتها قليلا عن كتلة الأرض. ويقع جزء من هذه الكواكب على بعد “مثالي” من نجومها، الأمر الذي يؤكد احتمال وجود الماء السائل عليها. وأظهرت نتائج البحوث الأخيرة أن كوكبا واحدا مشابها لكوكب الأرض على الأقل وعملاقا غازيا واحدا محاطان بطبقة كثيفة من السحب.
قالت الخبيرة في دراسة الكواكب من معهد كاليفورنيا للتقنية هيذر ناتسون إن العلماء كانوا يعتقدون دائما أن السحب موجودة على بعض الكواكب خارج المجموعة الشمسية، لكنهم حصلوا اليوم على معلومات تؤكد أن السحب خارج النظام الشمسي ليست ظاهرة نادرة.
والكواكب التي درست ناتسون وزملاؤها غلافها الجوي قريبة من الأرض، فكوكب الـ “سوبرأرض” “GJ 1214b” مثلا يقع على بعد 42 سنة ضوئية عن كوكبنا ويدور حول نجمه القزم الأحمر في مدة تبلغ 38 ساعة.
وكان العلماء قد أعلنوا عام 2010 أي بعد عام من اكتشاف هذا الكوكب أنهم لم يجدوا أية آثار لغلاف جوي، ويعتقدون أن سبب عدم اكتشاف الغلاف الجوي آنذاك هو منع طبقة السحب الكثيفة لإشعاع الخلفية القادم من النجم من الوصول إلى سطح الكوكب.
كما لا يستبعد أن يكون جو الكوكب مكونا من جزيئات ثقيلة مثل جزيئات الماء بدلا من الهيدروجين الخفيف، وفي هذه الحالة تضغط قوة الجاذبية الجو فتحوله إلى طبقة كثيفة ورقيقة.
جدير بالذكر أن كتلة كوكب “GJ 1214b” أكبر من كتلة الأرض بمقدار 6.55 أما قطره فأكبر من قطر الأرض بمقدار 2.5 مرة فقط. وقالت لاورا كرايدبرغ مديرة فريق علمي آخر من جامعة شيكاغو بعد دراسة الكوكب بمساعدة تلسكوب “هابل” إن نتائج البحث تدل على أن جو الكوكب قد يتكون من بخار الماء وأن السحب موجودة عليه.
ويشير العلماء إلى أن السحب على هذا الكوكب ليست عادية وقد تتكون من كبريتيد الزنك مثلا أو من كلوريد البوتاسيوم، إذ يتحول كلا المركبين الكيميائيين في ظروف معينة إلى قطرات صغيرة للغاية تشكل بدورها السحب.
ويقوم فريقا البحث حاليا بدراسة التركيب الكيميائي لهذه السحب وتحديد تأثيرها الممكن على الكوكب.