احترقت كتب مكتبة “السائح”.
ألسنة نارية اشعلت غضباً كبيراً في نفوس اللبنانيين، مما دفع المجتمع المدني الى اطلاق حملات لاعادة ما احرقته يدٌ تضمر شراً للبنان. صفحات من الثقافة احرقت، لكن رغم بشاعة الحادثة تبقى المبادرات الفردية سندا. “تعالوا نساعد في اعادة الكتب التي احرقت الى مكتبة السائح في طرابلس”، مبادرة ولدت في الولايات المتحدة الاميركية، وهي اليوم في المرحلة التنفيذية.
ميشيل مخول (٢٢سنة) لبنانية تعيش في ولاية ديترويت الاميركية، تقول بشيء من الأسى: “كل اخبار لبنان مشؤومة ولا نستطيع ان نغيّر شيئاً او ان نعمل على تطوير مجتمعنا اللبناني”.
خبر احراق المكتبة ترك مرارة خاصة لدى ميشيل: “كل كتاب هو بمثابة مواطن .. الخبر أشعرني بطريقة ما أنني مسؤولة وقادرة على تغيير شيء، ولو قليل، حتى تستعيد مكتبة السائح صفحات الكتب التي احترقت”.
اطلقت ميشيل الحملة مع اصدقاء في الولايات المتحدة ولبنان، هم دانييل مبيض، باتريك حصور وهناء فرنسيس وبشير ورديني في لبنان. بالنسبة لهؤلاء الناشطين، تبرز قيمة الكتب التي ستقدم للمكتبة في البعد المعنوي وليس بعدد الكتب.
لاقت الحملة استجابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وترحيباً كبيراً من جهات عدة. مخول اشارت الى ان عدداً من الفنانين أظهروا دعمهم للحملة، منهم جورج خباز وطوني أبو جودة، كما لاقت الحملة دعماً كبيراً من كشافة لبنان ومؤسسة بشير الجميل.
عملية تجميع الكتب تتم في الولايات المتحدة ولبنان، ففي ديترويت يتبرع اللبنانيون المغتربون بالكتب ويودعونها في بعض الجامعات ومراكز العبادة التي يجتمعون فيها وبعض المكتبات المحلية. أما في لبنان، ففي امكان اللبنانيين ايداع الكتب بعهدة “فيرجن” ومؤسسة بشير الجميل، في حين ان التنسيق مع المتبرعين متواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف.
وتوضح مخول ان “الكتب ستنقل عبر الشحن البحري من الولايات المتحدة بالتنسيق مع الأب ابرهيم سروج، لتسلّم اليه بعد جمعها مع الكتب التي تبرع بها اللبنانيون في لبنان”.
الحملة مستمرة حتى 31 الجاري، ويستكمل العمل بالتنسيق الكامل بين الولايات المتحدة ولبنان، لتسليم المكتبة ما جمع لاعادة “احيائها”.