عثر العلماء على أقدم آثار لأمراض الأسنان في البقايا العظمية لأناس عاشوا شرق المغرب منذ ما يتراوح بين 13700 و15000 سنة، أي في العصر الحجري الحديث.
وتحمل عظام الفك التي عثر عليها آثار أمراض متعددة للأسنان، ما يثير الشكوك بفرضية أن الحالة الصحية للأسنان تتدهور نتيجة الغذاء السيئ والبيئة، فالاكتشافات الأخيرة تدل على معاناة القدماء من أمراض الأسنان في العصر الحجري الحديث أيضا، حين أتيحت الفرصة لتناول الجوز ومواد غذائية أخرى تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات (السكريات).
وقد عثر العلماء في عظام فك إنسان الكهف على آثار تسوس الأسنان والتهابات وثقوب.
يعني ذلك أن إنسان الكهف تناول كثيرا من الكربوهيدرات والمأكولات الحلوة التي تعد مضرة بالأسنان، إذ تزيد نسبة الحموضة في الفم، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان.
ودفع هذا الاستنتاج العلماء إلى الاعتقاد بأن إنسان الكهف تناول النباتات البرية فقط ولم يعرف الزراعة.
وقال الدكتور لويز هامفري من متحف التاريخ الطبيعي في لندن إن عصب السن يموت في لحظة معنية، لكن الألم يكون مبرحا قبل ذلك، وفي حال التهاب قد يصبح شديدا لا يطاق بسبب الضغط الكبير على الفك.
كما أظهرت نتائج البحوث أن الإنسان القديم قام باقتلاع الأسنان، ووجد العلماء أن عظام الفك التي تم العثور عليها في هذه المنطقة ينقصها سن أو اثنان في قادمة الفك العلوي.
وقال الدكتور هامفري إن الأسنان الأمامية لا تصاب عادة بالتسوس ما يدفع للاعتقاد بأن أسباب اقتلاع الأسنان لدى سكان الكهف قد تكون تقاليد دينية.
يذكر أن العلماء أثبتوا سابقا أن الإنسان يقوم بمعالجة الأسنان منذ 6.5 آلاف عام، وفي ذلك الوقت بدأ لأول مرة استخدام شمع العسل لملء ثقوب الأسنان المتضررة.