أعلن الاعلامي ريكاردو كرم انه ندم على استضافة غالبية المشاهير في برامجه التي قدّمها، مشيراً إلى أن معظمها تتمتع ببريق لا تستحقه.
وقال كرم في لقاء مع صحيفة “الراي” الكويتية :” الشخصيات العامة ينظر إليها الناس إجمالاً نظرة مبالغ فيها. فهذه الشخصيات مطبوعة بذاكرة جماعية، لا ذاكرة شخص واحد؛ الكل يعرفها. والإنسان المعروف الذي يتآلف الناس مع صورته عبر صفحات المجلات والبرامج التلفزيونية، يشعرون بأنه جزء منهم، وعندما يلتقون به ينظرون إليه ويؤخذون بشكله ويجهدون للتثبت إذا كان يشبه الصورة التي طبعوها عنه في مخيّلتهم”.
وأضاف:” الناس يعتبرون أن هؤلاء المشاهير مختلفون، ولذلك يفضّل المشاهير عدم التواصل مع الآخر كي لا يشوّهوا هذه الصورة. فهم يعلمون أن حجمهم أكبر بكثير من فعلهم، ووقعهم عند الناس أهم من المضمون الذي يتمتعون به. لذلك ترين دائماً نوعاً من السياج حولهم، وعندما تسنح لك الفرصة لمجالستهم، محاورتهم والدخول إلى أعماقهم، ستكتشفين ما فيها خلال عشر دقائق بأقصى تقدير”.
وتابع:” أنا اليوم في مرحلة من حياتي تغيّرت ونضجتُ، ولم أعد أؤخذ بهذه الأسماء، لا ألهث وراءها ووراء السبق الصحافي. أنا أبحث عن أين يمكن أن أساهم في التغيير فهذا هو الأساسي في حياتي. وليس فقط حياتي أنا كريكاردو كرم، بل في حياة المجتمع الذي أنتمي إليه، وهو مجتمع كبير وليس حلقتي الضيقة. مجتمعي اللبناني، المشرقي، ثم الخليجي، المغربي. المجتمع العربي، ثم عرب الشتات المتناثرين في العالم. وأنا أحب أن أقدم إضافة، وأن يكون عملي قيمة مضافة. لذلك، أبحث عن نماذج لوجوه عادية، لكن الجلسة معها تتسم بنفحة من الإلهام. تلهم الآخر وتجعله يستوحي من هذا اللقاء”.
ثم أضاف:” لا شك في أن هناك مَن أحبّ محاورتهم على سبيل المثال الكاتب الأفغاني خالد الحسيني الذي أعشق رواياته، وأحب أن أحاور بالوما بيكاسو لتتحدث عن أبيها والحياة التي قضتها معه، في سنوات عمره الأخيرة. فبيكاسو في رأيي أعظم رسام في القرن الماضي. هي أسماء كبيرة، لكنها غير معروفة عند الناس. أحب أيضاً محاورة باربرا سترايسند، التي أعتبرها الصوت الأهم في العالم. وهناك عدد من الممثلين أيضاً أحب إجراء حوارات معهم مثل ميريل ستريب، وهي أعظم ممثلة عرفها التاريخ وتقمصت الشخصيات التي لعبتها بإتقان وذابت فيها. هذه الإنسانة أشعر بأنها حقيقية وبعيدة كل البعد عن النجومية بقشورها وشكلها الخارجي، فهي نجحت في حياتها العائلية، وأوجدت توازناً وبقيت مع الرجل نفسه طوال حياتها. وأعتقد أنها تشكل النموذج للإنسان الذي أحب محاورته”.