الإنسان المصاب بوسواس النظافة قد يكون مبالغاً، إلا أنه لا يشعر بذلك ولا تؤثر الوساوس في الجوانب الأساسية من حياته سواء العقلية أو الاجتماعية أو التعليمية، وهي لا تتعدى كونها صفات ملازمة للإنسان ولا يمكن اعتبارها مرضاً.
“أما إذا صاحب الاضطرابات شعوراً بالألم والكآبة والحزن وبدأت تؤثر في علاقاته الاجتماعية والإنسانية واستمر تأثيرها في تعليمه وفي كل جوانب حياته، فيغدو مصاباً بمرض يعرف في علم النفس بالوساوس القهرية”.
وأهم علامات الإصابة به النظافة الزائدة والمعروفة بوساوس النظافة التي تكون ناتجة من شعور الإنسان بالذنب وتهديدات للذات، “فيحاول الهروب منها بما يمارس من أفعال قهرية، والإنسان يدرك أن ما يقوم به تافهاً إلا أنه يجد نفسه مجبراً على القيام به.
وقد تتخذ تلك الوساوس شكل الأفكار القهرية أو الخيالات القهرية أو سلوكيات قهرية”.
وبعض المصابين بهوس النظافة هم مصابون باضطرابات الشخصية الوسواسية التي يعتبرها ملكي مختلفة وأصعب من مرض الوساوس القهرية التي تلامس المرض الحقيقي، “إذ يعاني ذلك الشخص وساوس نظافة واضطراب في شخصيته مما يؤدي به إلى إرهاق من حوله، خصوصاً أنه لا يعترف بأنه مريض وأن لديه مشكلة. ومن يختار العلاج قد يستغرق شفاؤه وقتاً طويلاً قد يصل الى أعوام عدة.
ومن يعاني وسواس النظافة نتيجة معاناته من اضطرابات في الشخصية، يتميز بإيذائه للآخرين وعدم احترامه لمشاعرهم ويبدو غير مبالٍ.
كما أن حال مضطرب الشخصية الوسواسية كمريض، أصعب من حال مريض الاضطراب النفسي المعروف بالوساوس القهرية، فالأول لا يبالي بمشاعر الآخرين بينما يحترم من يعاني الوساوس القهرية الآخرين ويبالي بمشاعرهم ويتمتع بعواطف ونفسية حساسة جداً”.