يقول العلماء إن عيد ميلاد أبيض سيحلّ على سطح المريخ أيضا، استنادا إلى مراقبة تكوين قطبي المريخ الشمالي والجنوبي بفعل الثلوج التي تتساقط عليهما من السماء المؤكسَدة فوقهما، ويقول بول هاين من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا إن ثلوجا ستتساقط على القطب الجنوبي للكوكب.
التشابه محدود بين جوّ المريخ وجوّ كوكب الأرض، فجوّ الكوكب الأحمر جاف جدا يتكون بنسبة 95% من ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الذي يتجمّد في هواء المناطق القطبية البارد ويكوّن سحابا يسمح للثلوج بالتساقط.
ويشرح العلماء تكوّن الثلوج على المريخ بأنه مع انخفاض درجات الحرارة بصورة أساسية في المناطق القطبية في فصل الشتاء إلى ما دون -128 درجة مئوية (الدرجة التي يتكثف عندها غاز ثاني أكسيد الكربون)، يتكثف الغاز ليكوّن الثلوج.
ويماثل ذلك على كوكب الأرض الغاز الغالب على جوّه وهو غاز النيتروجين، الذي يتجمد في الهواء ويتساقط على الأرض، عدا عن ذلك فعلى كوكب الأرض قد يتسبب الضغط الجوي الشديد في تساقط النيتروجين في البداية بشكل سائل كأمطار، بينما يتحول ثاني أكسيد الكربون في الجو الرقيق للمريخ من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة المتجمدة.
ويقول هاين: على حدّ علمي لم ير أحد من قبل جزيئات غاز ثاني أكسيد الكربون على سطح الكوكب، وليس من المحتمل أيضا رؤيتها قريبا، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الظروف التي يحدث فيها تكثّف الجزيئات سيئة، حيث يحل الظلام والبرد القارس خلال تكونها في قطبي الكوكب خلال فصل الشتاء.
واذا ما استطاع مسبار الاقتراب من هذه المناطق وتحمّل الظروف الجويّة القاسية فيها، لن يستطيع رؤية ثلوج تتساقط، فالاختبارات المعملية كشفت أن الثلج المكون من غاز ثاني أكسيد الكربون يختلف عمّا نعرفه في مناخنا المعتاد، فبلورات ثاني أكسيد الكربون لن يزيد حجمها عن عُشر الميلليمتر، وسيبدو الثلج كتراب ثلجي جاف.