تسمح الاكتشافات الأخيرة لعلماء الوراثة بالتأكيد على أن خلايا بعض الناس تضم نسختين من الحمض النووي. ويعني ذلك أن جسما واحدا يضم شخصين مختلفين من حيث المورثات.
ويعمل علماء الوراثة في جميع أنحاء العالم على بحث هذه الظاهرة التي أثرت في بعض قرارات المحاكم.
وأصبحت قضية المواطنة الأمريكية ليديا فايرتشايلد معروفة في الولايات المتحدة كلها. فقد طالبت هذه المرأة بمنحها مساعدة مالية لأطفالها من الدولة وذهبت إلى السجن.
والأمر أن فحص الحمض النووي أظهر أنها ليست أما لأطفالها، واتهمها المدعي العام بالاحتيال.
لكن المحكمة أثبتت براءة ليديا صدفة.
فقبل وقت قليل من المحاكمة قرأ المدعي العام مقالة في مجلة علمية حول كارن كيغان، ثرية بوستن، التي مرت بفحص الحمض النووي قبل عملية زراعة كلوية وكانت مدهشة بخبر أن أطفالها ليسوا أطفالها.
لكن كيغان لم تثق بذلك ومرت بفحوص جديدة أظهرت أن كارن اندمجت أثناء مرحلة تطورها داخل بطن أمها مع توأمها، مما جعلها صاحبة لنسختين من الحمض النووي.
وبهذا الشكل يظهر في العالم نوع جديد من الناس.
ومن الممكن أن تكون هذه الظاهرة غير كاملة عندما ينتقل الحمض النووي للأم جزئيا إلى الطفل مما يؤدي إلى ظهور نسختين من الحمض النووي في بعض أعضاء جسمه فقط، وكاملا مثلما هو في حالتي كارن وليديا.
ويضم هؤلاء الناس نسختين من الحمض النووي في كل الجسم.
ويمكن رؤية حاملي نسختين من الحمض النووي بين الأشخاص العاديين من دون استخدام أجهزة خاصة.
فيختلفون بوجود أجزاء ملونة على جلدهم تظهر تحت تأثير الشمس.
وقد أدى هذا الاكتشاف إلى ظهور مسائل هامة إذ يصر بعض العلماء على ضرورة أخذ عدة عينات من المورثات لفحص الحمض النووي من مختلف أعضاء الجسم.
كما يتجادل العلماء عما إذا كان من الضروري اعتبار حامل نسختين من الحمض النووي شخصا أو شخصين؟ وهل من الممكن تطوير قدرات متناقضة لكل منهما؟ وكيف يؤثر وجود توأمين في جسم واحد على وعي الإنسان؟