توجت عمليات تنقيب أجراها علماء بولنديون في السودان باكتشافهم 7 جثث محنطة بشكل طبيعي وبدون تدخل إنساني، وذلك في قبو قديم في مدينة دنقلا، عثر فيه العلماء أيضا على قطع أثرية وصلبان ومخطوطات، بالإضافة إلى العديد من المواد التي كانت تستخدم في الحياة اليومية.
يشار إلى أنه تم العثور على السرداب في عام 1993 ولم يخضع للبحوث والدراسة حتى عام 2009، مما مهد لدراسة محتوياته وتحديد الفترة الزمنية التي يعود إليها.
حول العثور على الأجساد المحنطة يقول الباحث روبرت ماهلر من جامعة وارسو إن اصحابها فارقوا الحياة وهم في أعمار تجاوزت الـ 40 عاما، وان الثياب التي وجدت على الأجساد المحنطة بحالة سيئة ، وهي من نسيج الكتان.
كما خلصت نتائج التنقيب إلى أن هذه الأجساد المحنطة والقطع الأثرية تعود للحقبة التي ظهرت فيها دولة “المقرّة” في شمال السودان وجنوب مصر، التي اعتنق أبناؤها الدين المسيحي في القرن الخامس.
ومع مرور الزمن تحولت هذه الدولة إلى ما يشبه بجيب مسيحي شبه منعزل.
من جانبه يصف العالم أرير أوبلوسكي من جمعة شيكاغو الفنرة ما بين القرنين الـ 8 والـ 12 بالذهبية بالنسبة لدولة “مقرّة” وعاصمتها دُنقُلا.
وتدريجيا بدأت المسيحية تنحسر إلى أن اندثرت بالكامل في القرن الـ 14.
إلى ذلك درس العلماء نصوصا كتبت باللون الأسود على جدران القبو البيضاء، وهي باللغة اليونانية وبإحدى لهجات اللغة القبطية، فاكتشف الباحثون أنها نصوص لصلاة مسيحية، بالإضافة إلى عظات من أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا، علما أن البحث لا يزال مستمرا للتوصل إلى ترجمة دقيقة لهذه النصوص.
يرجح الباحثون أن أحد المحنطين هو المطران جيورجيوس، الذي توفي في عام 1113 وهو في الـ 82 من عمره، بحسب نقش كتب على ضريح تذكاري.
الجدير بالذكر أن المؤرخين العرب تناولوا هذه الدولة في مخطوطاتهم بالإشارة إلى المعابد الأديرة التي شيدت على أرض “المقرة”.
أما اليوم فلا يزال تاريخ هذه الدولة المندثرة يحظى باهتمام المؤلاخين في العالم، إذ يحاولون دراسة الأطلال المتناثرة على أراضٍ كانت جزء من الحضارة التي عاشت وازدهرت في القرون الوسطى.