في سن صغيرة بدأ بالغناء، وتعلم اصوله وقواعده ، فاصبح مع الايام نجماً كبيراً لامعاً في عالم الفن والغناء. بين بداية طوني حدشيتي ونجومية زين العمر مشوار طويل مليء بالنجاحات والخيبات، “وجك خير علينا وغيرك ما حبينا”، “كزدرنا وطال المشوار”، “على ذوقي اخترتلك اسم “، “سامح”، “زتي عنك هالمريول”، “روحي بحبك ولهة” وغيرها وغيرها من الاغنيات الجميلة والناجحة. هذه هي النجاحات، امّا الخيبات فتتمثل بمحاربات عديدة كثيرة ومتنوعة المصدر، ولكنه عرف كيف يتخطّاها بذكاء وحرفية.
لزين العمر حب ٌ ازليٌ ابدي، الجيش والوطن، ولا ولاء له سواهما يضعهما على رأسه ويتشح بهما وساماً على صدره ولا يقبل المساومات عليهما. كبر الشاب واصبح صلب العود، تزوّج من فتاة من خيرة العائلات اللبنانية، وأنجب ثلاثة اطفال تعلموا منه حب العائلة والوطن، ولاجلهم ولاجل الوطن تابع النضال والمشوار.
اصدر زين مؤخراً اغنية من اروع الاغنيات “بنت الناس” من كلمات الشاعرة ندى عبد النور التي ورثت عن والدها الشاعر الراحل منير عبد النور موهبة الشعر، ولحنها اللامع في عالم الغناء والتلحين الامير وسام الامير. “بنت الناس” تفيض بالمشاعر العظيمة للمرأة فعبرها اعطى زين العمر بصوته واحساسه قيمة مضافة لكل امرأة لبنانية وعربية، فهو بقاعي الولادة لبناني الانتماء وعربي الهوى.
أغنية “بنت الناس” اعادت الاعتبار لكل فتاة، لكل اخت وام وزوجة، فزين وكما صرح لموقعنا يعتزّ بأن يغني للمرأة بإخلاص لأنها الرفيقة والحبيبة والأم ، والكون كله إمرأة.
أغنية “بنت الناس” اتت في زمن اصبح بات الغناء للمرأة فيه الكثير من الاهانة، فهل تتخيلون ونحن في القرن الواحد والعشرين ان تصدر عشرات الاغنيات التي تعنف المرأة بأكثر من وسيلة، فمعظم الاغنيات أمست رجعية وتدعو لضرب المرأة ولتجريدها من حقوقها ومن التعليم ومن مساواتها مع شريكها في الحياة ، طالبة منها ان تعود الى بيتها لتنتظر العريس فتنتقل الى بيته للطبخ والولادة والجنس، ونحن اذ نعطي هذه الامثلة الا اننا لا نعممها بالتاكيد.
ولزين العمر “ابن الناس”مواقف مشرفة في الانسانية والوطن والوطنية، فهو لا يقبل بأن يهين احد بلاده وعرضه وشرفه وجيشه، وفي المقابل لا يقبل باهانة باقي الدول والحكام. وهو عندما يحترم البلد العربي الذي يزوره ليغني فيه يكون قد كون صداقة مع أهله، وعندما يعلن عن إحترامه لرؤساء الدول وحكامها يكون ايضا قد كون مع هذه الدول والرؤساء والحكام صداقات بطريقة او باخرى، ولكنه بالطبع لا يكون تلك الصداقات جزافاً، فللمحترمون منهم مكانة كبيرة في قلبه، وهو يتبع ما يقوله المثل اللبناني الشهير “صباح الخير يا جاري، انت بدارك وأنا بداري”.
“زين العمر” رجل في زمن قلّ فيه الرجال، فهو إذا حكى صدق، وإذا غنّى أطرب، وإذا وعد وفى، وإذا أحب أخلص.