“زتّ الإبرة بتسمع رنّتها”، هكذا كانت الحال مساء الإثنين 9 كانون الأول في صالة السفراء في كازينو لبنان، الكلّ عيناه على المسرح يترقب إطلالة “السيدة” كارول سماحة في إستعراضها الأول والنوعي في العالم العربي.
عاصفة كارول تزامن وصولها مع “يورغو” الابن الاصغر للعاصفة الكسا التي سبقتها عاصفة سماحة بالوصول الى لبنان، فاجتاحت مسرح صالة السفراء واحدثت اعصاراً ايجابياً فيه.
ساعة ونصف الساعة، رقصت كارول وغنّت وتمايلت وتدلّعت وتحدّت وأحبّت وأعلنت خيانتها وتمرّدت، ساعة ونصف وأنظار الشخصيات السياسية والاجتماعية والاعلامية والصحافية شاخصة إلى السيدة والفرقة الراقصة التي رافقتها في هذا الاستعراض المبهر، الذي قام باخراجه العلامة الفارقة في الاخراج المخرج طوني قهوجي،امّا الانتاج فكان لشركة روتانا للمرئيات والصوتيات.
البداية كانت مع اغنية “انا جيت” ومن ثم “احساس” و”مش معقول” فتأخذ السيدة استراحة للترحيب بضيوفها، ثم تدخل الشحرورة صباح في فستان العرس لتقدم باقة ورد احمر لكارول، ولتعلن انها ستقوم بتجسيد سيرة حياة كارول سماحة وذلك رداً على قيام سماحة ببطولة مسلسل “الشحرورة”، والصبوحة في هذه الحفلة كان المبدع باسم فغالي الظاهرة التي لا تتكرر.
كرّت سبحة الاغنيات والاستعراضات فقدمت كارول باقة من اجمل اغنياتها بتوزيع جديد نفذه المؤلف والموزع الموسيقي ميشال فاضل الذي حصل على جائزته الاولى من جامعة الروح القدس والذي شارك في اكثر من برنامج تلفزيوني،والذي كان قد اطلق في العام 2012 باكورة اعماله البوم “ع اللبناني”.
من “غالي عليي” الى”اتطلع فيي”، “اسمعني شو بدي قول”، “حدودي السما”، “خليك بحالك”، “اضواء الشهرة”، “تغير لونك”، “علي”، “وتعودت”، “حبيت دلوقت”، “رجعالك”، وصولا الى أغنية “ح خونك” الاغنية الوحيدة في الاستعراض من كلمات كارول، فكان اداؤها معبراً.
الوقت مرّ بسرعة قصوى، وقبل الختام اختارت كارول التوقيت الصحيح لاداء اغنية “وحشاني بلادي” في لوحة استعراضية راقصة معبرة، فجاء تفاعل الحضور معها قوياً ومدوياً، والختام كان مع اغنية “ما بدي آكل”.
تألقت كارول بأزياء رائعة عصرية تتماشى مع أجواء الاستعراض، نفذها المصمم اللبناني العالمي المبدع زهير مراد بطريقة سهلة لا تعيق كارول في تبديلها بالسرعة المطلوبة.
المخرج طوني قهوجي هو مخرج “السيدة” واسمه مرادف للعديد من النجاحات الكبيرة منذ 27 سنة، حيث برز اسمه كمخرج في العديد من المهرجانات والبرامج التلفزيونية الاستعراضية. عرف قهوجي كيف يدير حركة كارول سماحة على المسرح فاتت الحركة متكاملة مع الكوريغرافي التي نفذها مصممان للرقص: الاول اللبناني سامي خوري صاحب الباع الطويل في عالم الاستعراض والحائز على جوائز عالمية والذي شارك في العديد من الاعمال اهمها مع السيدة فيروز في بعلبك ومع الرحابنة وروميو لحود، وكما وشارك في العديد من البرامج التلفزيونة المحلية والعربية. والثاني مصمم الرقص كلوديو بيرتوليني الايطالي الذي شارك في اكبر العروض الفنية التلفزيونية وصمم رقصات لمسابقة ملكة جمال ايطاليا، وفي مسرحيات اوبرا على خشبة مسرح “لاسكالا” في ميلانو.
رافق كارول على المسرح عشرون راقصا وراقصة من المحترفين، فرقصت معهم بكل حرفية، امّا الغناء فتنوع ما بين المباشر بمرافقة فرقة موسيقية عندما تكون الرقصة هادئة و”بلاي باك” عندما تكون الرقصة صاخبة وايقاعها الحركي سريع.
كارول السعيدة بانجازها كتبت كلمة على الكتيب الذي تم توزيعه في الاستعراض:
“استعراض السيدة لطالما حاكى خيالي، هو يمثلني، ويمثل كل امراة في العالم العربي، انه قصة كل عاشقة، وام، وابنة، وفتاة، انه ثورة لكل امراة في العالم العربي، تنهض من رحم المصاعب، وتقف صامدة مطالبة بحقوقها، فلا تبخل بذرّة جهد في سبيل تحقيق اهدافها، رسالة حب، طموح، امل، وسعادة، حيث تتماهى الموسيقى الحية، والاضواء الوهاجة، والرقصات الرائعة، فتشكل استعراضاً بحد ذاتها”.