حاول العلماء خلال فترة طويلة من الزمن إيجاد سبب اصابة بعض الناس بحالة العجز في القراءة وعدم استيعابهم النصوص المطبوعة وصعوبة تعلمهم القراءة بطريقة سليمة.
وتوقع الأطباء سابقا أن هذه الإصابة سببها تصور خاطئ “للحالات النطقية” الناتجة عن وقوع خلل في عمل أقسام المخ المسؤولة عن سماع أصوات منطوقة مختلفة، أو بكلام أبسط يعجز الجهاز العصبي عن تمييز كلمات شبه متجانسة، ولكن مختلفة من ناحية معانيها.
دحضت الأبحاث الأخيرة هذه النظرية حيث أثبتت أن سبب الخلل المذكور يكمن في وقوع عطل في الاتصال بين أقسام السماع والنطق للمخ.
استخدم فريق من العلماء في بحثهم 23 شخصا كبير العمر مصابا بخلل القراءة و22 شخصا آخر سليماً ، واخضعهم الى جهاز التصوير المقطعي.
سجل الباحثون أقل إشارات عصبية قيمة عند سماع الأشخاص مجموعة من الأصوات التي لم تحمل أي معنى.
من خلال هذه التجربة تبين أنه ظهرت إشارات مختلفة في قشرتين ابتدائية وثانوية لمخ المصابين عند سماع أصوات شبيهة مثل “سا” و”صا” الأمر الذي يعني أن “التصور النطقي” لدى هؤلاء المصابين هو نفس تصور الأشخاص العاديين.
ثم انتقل العلماء إلى المرحلة الثانية من التجربة حينما اختبروا تعامل 13 قسما من المخ بعضها مع البعض.
فاستنتج الباحثون وجود خلل في الاتصال بين أقسام المخ لدى المصابين بخلل القراءة.
وكلما ازداد ضعف تلك الاتصالات كلما واجه المصابون صعوبات أكثر في قراءتهم وكتابتهم.
يدل ذلك على أن سبب خلل القراءة يكمن في صعوبة الوصول إلى أماكن حفظ المعلومات عن النطق وليس في التصور النطقي المشوه.
برأي المختصين سيساعد هذا البحث في إيجاد توجهات جديدة في معالجة خلل القراءة.