تؤدي الإصابة بمرض الزرق إلى إتلاف العصب البصري.
وغالبا ما يرجع السبب إلى ارتفاع ضغط العين.
ومن الممكن معالجة هذا المرض من خلال أدوية مثل قطرة العين، وإذا لم تفد هذه الأدوية فيمكن اللجوء إلى الجراحة.
ما هو مرض الزرق؟
يمكن القول أنه “ارتفاع في ضغط العين بسبب تراكم السائل المائي داخل العين ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين وبالتالي تلف في أنسجة العصب البصري”.
فالجزء الأمامي للعين مملوء بسائل شفاف يطلق عليه اسم الخلط المائي. وهو مادة تزود العين بالمواد الغذائية والأوكسجين. وحدوث أي خلل في تزويد العين بالأوكسجين أو الغذاء ينتج عنه زيادة في ضغط العين. وهذا الأمر قد يؤثر على العصب البصري ويتلفه دون أن يشعر الشخص بذلك، ما يجعل العين تفقد قدرتها على الإبصار، حسبما يشرح الدكتور محمد.
“العيون الغامقة أكثر عرضة للإصابة بالزرق”
ويعزو الأطباء أسباب الإصابة بمرض الزرق إلى أسباب وراثية أو بسبب التقدم في العمر أو إلى إصابة العين ببعض الالتهابات، مشيرا إلى أن العيون الغامقة هي أكثر عرضة للإصابة بزرق العين ومؤكدا على أن التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري، كلها أمراض تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين.
أما المشكلة الخفية في مرض الزرق، فتكمن في أن المصاب يستطيع الرؤية عبر المجال الأوسط من العين. لذلك يبقى مدة طويلة دون أن يشعر بالمرض. حسبما تؤكد طبيبة العيون في برلين نورا شنورن بيرغ وتضيف قائلة “عندما يتقدم المرض وتتقلص دائرة الرؤية لتمتد إلى وسط العين أيضا، عندها يبدأ المصاب بالشعور بالمرض. وإذا امتد ذلك إلى الوسط فإن المريض قد يصاب بالعمى أيضا”.
متى نلجأ إلى الجراحة لعلاج الزرق؟
وفي ألمانيا تتم معالجة مرض الزرق باستخدام الأدوية مثل قطرات العين، وهي الطريقة التي اتبعتها أوته في البداية لتخفيض ضغط العين لديها، إلا أنها لم تستطع تحمل القطرة ما دفعها للخضوع إلى عملية جراحية.
أثناء العملية لابد للجراح من الاستعانة بمجهر.
فعند ارتفاع ضغط العين تصبح مسامات المجاري المحيطة بقزحية العين ضيقة، لذلك يحصل نوع من الانسداد.
يُدخل الجراح مسبارا دقيقا جدا في قنوات العين الصغيرة ويشد به خيطا رقيقا جدا. هذا الخيط يُساعد على بقاء القناة مفتوحة، وبالتالي يسمح للخلط المائي بالتدفق.
حالات الزرق بالولادة
وبعد إزالة الخيط يتدفق الخلط المائي بشكلٍ متساوٍ، إذ تصبح أوعية التدفق مفتوحة للخارج. وهو ما يدل على نجاح العلمية حسبما يؤكد أخصائي جراحة العيون كارستن كلابيه ويضيف قائلا “النتيجة الجيدةٌ تجعلنا نضمن استقرار مستوى ضغط العين على المدى الطويل، أي لأكثر من عشر سنوات وبدون حاجة للأدوية”.
ويشير الأطباء إلى وجود اختلاف كبير بين مرض زرق العين ومرض المياه البيضاء الذي يصيب العين عند الشيخوخة. وينصح جميع الأمهات بالذهاب إلى الطبيب إذا ما لاحظن أن عيون أطفالهن كبيرة بشكل غير اعتيادي.
ما يعني احتمال إصابتهم بارتفاع الضغط في عيونهم، فمرض الزرق يمكن أن يصيب الأطفال منذ ولادتهم.