ما عثر عليه علماء في أثيوبيا جعل الخبراء يشكون في قدرات الإنسان القديم وتاريخ سلالة الإنسان العاقل ( Homo sapiens ). فقد عثر علماء الآثار في الوادي المتصدع الأثيوبي بإقليم غاديموتا على رماح مزودة برؤوس حجرية أرسلت فيما بعد إلى مركز دراسات تطور الإنسان لدى جامعة كاليفورنيا حيث حدد الخبراء عمرها.
واتضح إن عمرها يزيد ب 85 ألف عام عن عمر أقدم رفات لسلالة الإنسان العاقل. وانقسم الباحثون إلى فريقين.
وافترض الفريق الأول أن هذا الأمر يدل على أن عمر سلالة الإنسان العاقل أكبر بكثير مما كان من المعتقد سابقا.
وأعلن الفريق الآخر أن الرماح القديمة صنعت على الأرجح على يد إنسان “هايدلبيرغ” بصفته خلفا مباشرا لإنسان “نياندرتال”. واكتشف العلماء أن رؤوس الرماح صنعت من الزجاج البركاني الطبيعي المعروف بمتانته.
وقال كبير الباحثين في الدراسة جوناتان ساحله إن هذا الاكتشاف يعتبر شهادة أولى على استخدام تكنولوجيات معقدة على الارض حتى قبل ظهور سلالة الإنسان العاقل Homo sapiens.
و ليس من قبيل الصدفة طرح الافتراض بأن هذا السلاح المعمول ببراعة فائقة يعود إلى انسان هايدلبيرغ ، علما أن ممثلي هذه السلالة يعتبرون أسلافا مباشرين للبشر الذين كانوا يقطنون أفريقيا. وقد بينت الدراسات السابقة أن إنسان هايدلبيرغ كان باستطاعته صنع أدوات عمل وصيد وقتل حيوانات كبيرة.
وعلى كل حال فإن العثورعلى رماح مزودة برؤوس حجرية في أثيوبيا يعتبر اكتشافا مفاجئا يوسع معارف العلماء عن قدرات الأسلاف القدماء للإنسان المعاصر. ويقول الباحثون من جامعة كاليفورنيا إن العصر الذي تعود إليه الرماح اتصف بكثافة السكان في أثيوبيا، الأمر الذي يوضح ظهور تكنولوجيات متقدمة هناك.