حظي فيلم “راسبوتين” بعد عرضه الرسمي منذ أيام قليلة باهتمام كبير من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء، وهو عمل فني روسي فرنسي مشترك يتناول السيرة الذاتية للراهب الغامض غريغوري راسبوتين، الشخصية التي ما أن ظهرت على مسرح الأحداث في روسيا القيصرية وحتى الآن لا تزال تثير الجدل.
فقد أدى تغلغل راسبوتين في عائلة القيصر نيكولاي الثاني إلى استياء كثيرين من المحيطين بالقيصر أو من الطبقة المثقفة أو من الشعب على حد سواء، فبدأ عدد من الكتاب والصحفيين يسلطون الضوء على تأثير راسبوتين على الأسرة الحاكمة، من خلال مقالات نشرت في الصحافة الروسية، لينتهي الأمر بمقتل راسبوتين في نهاية عام 1916 على يد مجموعة من من ممثلي الطبقة المخملية في روسيا، من بينهم الأمير فيليكس يوسوبوف.
الفيلم من بطولة النجم الفرنسي جيرار ديبارديه الذي جسد دور راسبوتين. يشار إلى أن الفيلم بصيغته النهائية عرض في مهرجان موسكو السينمائي في الصيف الأخير، وقد تم تصويره بناء على أحداث مسلسل فرنسي من 4 حلقات كتبها المؤلف الروسي هيرقلي كفيريكادزه وأخرجه جوزيه دايان.
من جانبه قال الممثل الفرنسي الذي حصل على الجنسية الروسية مطلع العام الجاري، إن الرغبة بتجسيد شخصية راسبوتين كانت تراوده منذ زمن طويل، مشيرا إلى انه استعد لأداء هذا الدور نفسيا ووضع فيه كل أحاسيسه وخبرته في مجال التمثيل والحكمة الانسانية.
بالإضافة إلى النجوم الفرنسيين المشاركين في العمل، ومنهم الممثلة فاني أردان، يشارك فيه نخبة من النجوم الروس منهم فلاديمير ماشكوف الذي أثبت حضورا مميزا في السينما الروسية وفي هوليوود، وكسينيا رابوبورت التي عملت في السينما الإيطالية، والممثل الشاب دانيلا كوزلوفسكي.
الملفت أن هذا العمل التلفزيوني واجه العديد من الانتقادات من الجمهور الفرنسي الذي بدا مطلعا على التاريخ الروسي، إذ أعرب كثير من الفرنسيين عن عدم رضاهم إزاء محاولة القائمين على المسلسل تناول بعض الفصول من حياة راسبوتين بطريقة وصفوها بالسطحية.
يذكر أن هذا العمل الفني هو الأول لجيرار ديبارديه بعد حصوله على الجنسية الروسية، ما قد يعني أن الممثل الفرنسي قد يرغب بتجسيد المزيد من الشخصيات الروسية المؤثرة في التاريخ الروسي والعالمي، على الرغم من أنه غير ملم باللغة الروسية إلى حد الآن.