فنان شامل… هكذا عرّفه الإعلام السوري، وهكذا يرى نفسه. ممثل نجم في الدراما السورية، ونجم في الدراما الإذاعية. مضى خمسون عاما على إبحاره في الفن، وقد وصل إلى يوم يريد فيه رد الجميل للبلد الذي ولد وعاش فيه، فيعلن من هنا، عبر النشرة، إنه لن يموت إلا في سورية التي يرفض مغادرتها ..
بقعة ضوء على أفكار ورؤى وشخصية النجم المخضرم صالح الحايك في الحوار الآتي ..
التفاصيل ..
****************************
**********************
تبدو نظرتك للدراما سوداوية نوعا ما.. هل من شرح حول ذلك؟
لا ليست الدراما هي ما أجد نفسي مستاء حيالها، بل الدراما نفسها لكن في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد. فعندما تدخل الشهر الثاني من الموسم بعد انقضاء شهر رمضان ولا تكون قد بدأت بتصوير أكثر من مسلسلين فهذه مشكلة. طبعا الظروف العامة هي ما يؤثر لكن، بالنتيجة، الدراما هي من يتأثر.. ولذلك أجد نفسي حزينا بشأن هذه الدراما في هذه الظروف.
لكن عليك أن تراعي مسألة أنه في السنتين الماضيتين كان الواقع مشابها.. وفيما بعد تجد أن 25 مسلسلا ينتج في الموسم..كيف تعلل ذلك؟
مع مرور الوقت، وحسب اعتقادي، يبرز هنا أو هناك منتج جريء فيخاطر بماله لصالح الدراما مع غض النظر عن مسألة التسويق وشراء المسلسل من قبل القنوات، وهذا الأمر يسجل لأولئك المنتجين الذين لم يسمحوا للأرقام أن تنهار فيما يخص نسبة المسلسلات السورية كل عام. لكن بالنتيجة النهائية، علينا أن نعترف بأننا نشتغل في ظروف غير مناسبة، والمخاطرة قد لا تنجح دائما.
*********************************
لكننا شاهدنا في السنتين المسلسلات السورية تعرض على محطات عربية.. إذاً التسويق فاعل؟
لم أقل إن المسلسلات لم تسوّق وتُشترَ من قبل المحطات العربية، بل قلت إن المنتج الجريء يغض النظر عن مسألة التسويق وينجز مسلسله قبل أن يؤمن له القناة التي ستعرضه.. بالتالي، فالشراء يتم بعد إنتاج المسلسل.. وهنا يجدر سؤال: ماذا لو لم يُشترَ المسلسل بعد أن يصبح جاهزا؟. بالطبع سيخسر المنتج ولن يكرر فعلته الاستباقية في الموسم التالي.
وحاليا ماذا يعمل صالح الحايك؟
حاليا هناك قراءات لبعض النصوص التي تلقيتها من مخرجين وحتى اللحظة لم أعطِ أي موافقة على أي مسلسل. أما ناحية العمل الرئيسي فهو كالعادة منذ خمسين عاما حيث أشارك ببطولة مسلسلات إذاعية شهيرة ولا يمكن لي التخلي عنها في أي ظرف كان.
***************************************************
ما هي تلك المسلسلات الإذاعية الشهيرة كي يعرفها القراء خارج سورية؟
مسلسل “حكم العدالة” الذي أشارك فيه منذ تأسيسه قبل حوالى الخمس والثلاثين عاما، وكذلك برنامج “من الحياة” الذي مضى على تأسيسه سنوات طويلة، فضلا عن برامج مستمرة لا يمكن لي الابتعاد عنها نظرا للعلاقة القوية التي تربطني بالجمهور الإذاعي الذي لم يتخلَّ عن الراديو برغم ثورة التكنولوجيا في العشرين عاما الأخيرة.
وحين تكون في تصوير مسلسلات تلفزيونية.. كيف توفق بينها وبين الإذاعة؟
لا أسمح لنفسي بأي تضارب في المواعيد.. للتلفزيون حقه وللإذاعة حقها.. ودائما أذهب إلى الإذاعة حين أكون قد أنهيت كل واجباتي في التصوير للدراما التلفزيونية.
*********************************************
أنت موصوف في الإعلام السوري بالفنان الشامل.. من أين أتى هذا اللقب؟
ربما من عملي في مختلف وسائل الإعلام الفنية ” إذاعة وتلفزيون” .. وربما من حيث أنني أعمل في مختلف الألوان المرئية “دراما، سينما، مسرح”.. كما وأجيد الغناء، وقد سبق وأن غنيت في فترات مرت من حياتي مع المهنة.
هل ترى نفسك مظلوما في السنوات الأخيرة من حيث العروض في الدراما؟
لا أبداً.. في كل عام أتلقى كمّا جيدا من النصوص وأوافق على ما يتوافق مع طبيعتي في الحياة وأعتذر عما يجب الاعتذار عنه. لم يظلمني أحد، وأحيانا أجد نفسي ظالما لنفسي عندما أعتذر عن أعمال تعرض علي، ثم أشاهدها على الشاشة فأراجع نفسي وأقول: كان علي أن أشارك في هذا المسلسل!.
**************************************
كثيرون يقولون إنهم مظلومون.. هل ترى أن في الدراما ظلما؟
بالطبع.. الدراما مثلها مثل أي قطاع آخر في الحياة، فيها جانب إيجابي وجانب سلبي.. فيها عدل في مكان وظلم في مكان آخر. والبعض، من حقهم الحديث عن ظلم تعرضوا له، والبعض الآخر قد يجدون أنفسهم مظلومين وهم في الحقيقة غير ذلك. بالنسبة لي، لست مظلوما من قبل أحد وإن كنت أرى أنني أستحق في جانب من الجوانب أكثر مما أحصل عليه من حيث الأعمال.
هل لك أن تذكر لنا بعضا من المظلومين برأيك؟
لا يحق لي الحديث عن ذلك.. أعتذر.
في السنوات الأخيرة شاهدك الجمهور تكثر من المشاركة في دراما البيئة الشامية.. ما السبب في ذلك؟
الدراما الشامية دراما سورية بحتة ولها جمهور محلي وآخر عربي، وقصصها منسوجة بحيث تتناسب مع مختلف الطبائع، وعلى ذلك أجد أنه من الواجب علي أن أشارك فيها وخصوصاً أنني من أبناء دمشق وأفهم طبيعة هذه المنطقة الجميلة ذات التاريخ الخلاب.
****************************************
لماذا لم يغادر صالح الحايك سورية على غرار ممثلين كثر؟
لأن صالح الحايك لا يغادر المكان الذي لا يجد نفسه إلا فيه. ليس شعرا بل حقيقة أن أقول بأنني ابن سورية وابن دمشق ولن أغادرها ولو وصل الموت إلى عتبة داري. الجميع يعرفون أن أبواب سورية مفتوحة لمن يريد المغادرة، لكنني أقول بأن أرض سورية أيضا مفتوحة لمن يريد البقاء. أنا اخترت البقاء ولن أغير شيئا من هذا الاختيار. سأبقى هنا، أنا وأولادي وأحفادي… بلد ولدنا فيه لا نعيش إلا فيه، ولا نموت وندفن إلا فيه وتحت ترابه.
وهل لك مآخذ على زملاء لك غادروا البلاد؟
هذا شأنهم.. لا نتدخل بهم ولا بخياراتهم.. وكذلك لا نسمح لأحد منهم أن يسألنا لماذا بقينا هنا في سورية. لكل ظروفه، ونحن لنا ظرفنا الذي يحتم علينا أن نبقى في البلد.. ظرفنا عاطفي وطني إنساني أخلاقي… وبالتأكيد لهم ظروفهم ولها صفاتها لكنني لست في معرض الحديث عن موقف أحد ولا عن ظروفه.
******************
ما الذي يجري في سورية بالتحديد برأي مواطن مخضرم يتمتع بصفة اعتبارية كفنان؟
ما يجري الكل يعرفونه ولا داعي لمواطن مخضرم ليقوله. ما سأقوله هو ما سيجري لاحقا.. فسورية ستخرج من هذه الأزمة وبأسرع وقت، وقريبا لن يجد أحد في العالم مكانا أكثر أمنا من سورية.. هذا وعد السوريين لوطنهم، وهو عهد التزموا به.. والسوريون خير من يفي بالعهود.
هددت سوريا بضربة غربية منذ أشهر وشهدنا بعدها تطورات كثيرة كيف تتوقع أن تكون مسار الأمور؟
حتى عندما كان التهديد في أوجه كنت أقول في مجالسي أن الضربة لن تتم، وهي لن تحصل أبدا. هذا البلد محمي بشعبه وبرعاية الله له ولأرضه .. لن تضربنا أمريكا لا اليوم ولا غدا ولا في أي وقت آخر. قريبا سيقف السوريون ليرسموا خريطة مستقبلهم بأنفسهم. أنا متفائل وواثق من ذلك جدا.