لم ينتظر الشباب العراقي طويلا ورد سريعا على إحراق تمثال “الحب” في مدينة السليمانية في شمال العراق، وذلك بنشر صور يتبادل فيها أزواج وعشاق القبلات في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك تعبيرا عن احتجاجهم على الاساءة الى “تمثال الحب” ومعانيه الانسانية.
جاء ذلك كرد فعل على إحراق تمثال لرجل وامرأة يتعانقان، كان يتوسط حديقة آزادي في مدينة السليمانية باقليم كردستان العراق ، مما استفز مجموعة من الشباب العراقيين فقرروا أن يحلوا مكان التمثال المدمر، عن طريق التقاط صور لهم وهم يتبادلون القبلات الحقيقية. ربما أشهر هذه الصور هي صورة شاب يدعى كاماران وصديقته التي نشرها في صفحته على موقع الـ “فيسبوك”، حيث ظهر الشابان في وضعية تشبه القطعة الفنية إلى حد كبير.
من الواضح أن كاماران استغل موهبته كمصور فكان ينظر من جانب بعين المحترف وبعينه الأخرى يراقب أداءه، فنقل وصديقته بذلك صورة تمثالين ، بعد انتشار الصورة التي حاكت بطليّ التمثال بدقة.
بعد انتشار هذه الصورة الاحتجاجية تم تداول أنباء حول قرار السلطات في كردستان العراق ملاحقة كاماران بتهمة “التظاهر بما يخدش الحياء”، فتوالت صور التضامن مع صورة الاحتجاج من قبل رجال ونساء متعاطفين مع الفنان الشاب وصديقته.
إلى ذلك انتشر خبر إحراق تمثال “الحب” في العراق سريعا عبر الانترنت كما انتشرت الأنباء المتعلقة بتداعياته، حتى أن أحد النشطاء كتب على صفحته في الـ “فيسبوك” أن الأمر يتعلق “بثورة قبلات سيسجلها التاريخ حتى لا تسود ثقافة القتل والتدمير” في العراق. تعيد “ثورة القبلات” هذه إلى الأذهان الأحداث التي شهدتها فرنسا في أواخر ستينات القرن الماضي، والتي عرفت باحتجاجات الطلبة والشباب التي بدأت في مايو/أيار 1968 في جامعة نانتير بقيادة الطالب دانييل كون بينديت، وذلك اعتراضا على قرار أمناء الجامعة بحظر دخول الفتيات إلى سكن الطلاب بعد الساعة الثامنة مساء.
في بادئ الأمر ظن كبار المسؤولين في فرنسا، وأولهم الرئيس شارل دي غول بالإضافة إلى النقابات العمالية وأساتذة الجامعة، إن الأمر يتعلق بالاستياء من الأوضاع الاقتصادية في الجمهورية، بينما الأمر كان ذا صلة وثيقة بالعلاقات بين “الرجل والمرأة”.