كشفت بحوث أجراها علماء من جامعة هارفارد الأمريكية عن أن إناث الفئران الصغيرة السن ترسل إشارات إلى الفئران الذكور الأكبر منها سنا الراغبة بإشباع شهوتها الجنسية بأنها “قاصر”، ولم تبلغ بعد السن الذي يؤهلها إلى التواصل الجنسي، وذلك عبر فيرمون (مركبات عضوية) تفرزه مع دموعها.
وعندما تلتقط الفئران الناضجة هذه الإشارات تمتنع عن المضي قدما في محاولتها إلى إشباع رغباتها الجنسية مع الفئران الصغيرة، وتتجه على الفور إلى البحث عن إمكانية لذلك في مكان آخر.
تعقيبا على نتيجة هذا البحث يقول العالم ستيفن ليبيرليس إنه بالإمكان اعتبار الفيرومون مؤشرا على الفئة العمرية للفأر الذي يفرزه، إذ أن إفرازه يعتبر حكرا على الفئران غير الناضجة فحسب.
إلى ذلك أظهرت هذه البحوث أنه حينما عمل العلماء على عدم إفراز صغار الفئران هذا الفيرومون، أبدت نظيراتها الناضجة اهتماما جنسيا بها وبالذكور الصغيرة أيضا التي تفرز هذه المركبات العضوية.
كما كشفت الدراسة عن أن اهتمام ذكور الفئران الجنسي يتراجع بغض النظر إذا ما كان إفراز الفيرمون يتم بطريقة طبيعية أم لا، إذ لم تتغير النتيجة حتى بعد حقن العلماء الفئران غير القادرة على إنتاج هذا المركب العضوي بمواد ساعدتها على إفرازه.
هذا ويشير القائمون على هذه الدراسة إلى أن إناث الفئران الناضجة ترسل إشارات أخرى حول قدرتها على التواصل الجنسي من خلال إفراز مركب ESP22، مما يعني إمكانية التزاوج والتكاثر.
يذكر أن مركبات عضوية معروفة بالفيرومون تقوم بوظيفة المنبهات وتوجيه الإشارات بين الحيوانات، ويجري إفرازها بكميات ضئيلة للغاية، لكنها كفيلة بأن تكون بمثابة رسالة تحذير من خطر محدق، أو دعوة للانطلاق إلى وجهة محددة حيث يمكن الحصول على الغذاء.