لا شك ان الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان وبعض الدول العربية المجاورة اثرت إلى حد كبير على الواقع الفني، وخصوصاً على الحفلات والمهرجانات في العديد من الدول العربية. الا ان اصرار بعض النجوم على مواصلة الغناء في زمن الازمات والتفجيرات ادى إلى انقسام الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة. عدد من النجوم تحدثوا لـ”النهار” حول هذه القضية، فكان هناك اجماع على ضرورة مواصلة الفنان رسالته في الغناء كأي مهنة اخرى ليكون مصدر فرح وحب وابتسامة للشعب الذي مل السياسة والأوضاع الراهنة.
راغب علامة
اعتبر السوبر ستار راغب علامة أن “الفنان شعلة مضيئة لا يجب ان تنطفىء، بل يفترض وجوده على الدوام ليعكس الفرح والحب إلى الناس حتى في أحلك الظروف”. وفي رده على اصرار النجوم على الغناء بالرغم من الظروف الامنية والسياسية الصعبة، اعتبر راغب انه “لو توقفنا عن العمل مع كل حادثة امنية أو سياسية لكنا قد جلسنا في منازلنا من دون عمل، خصوصاً أن عالمنا العربي ومنذ عقود محط صراع”. ورأى راغب أنه “على الفنان المضي قدماً في عمله على غرار الطبيب والصحافي والصيدلي والمهندس”. وفيما خص انتقاد بعض الصحافة والرأي العام اصرار فنانين على الغناء في زمن امني صعب ادى الى ازهاق ارواح ارواح العشرات من اللبنانيين، رفض راغب الرد “لأن البعض ينتقد لمجرد النقد”، طالباً من بعض اهل الصحافة الذين ينتقدون ان يتوقفوا عن عملهم بسبب الظروف الأمنية على غرار ما يطالبون به النجوم. ووصف الغناء بالأمل متسائلا عن السبب الذي يدفع البعض إلى قتله. ففي رأيه، الفنان ينبغي “ان يغني والمحارب يجب ان يحارب والطبيب يجب ان يمارس واجبه”.
عاصي الحلاني
رأى الفنان عاصي الحلاني أن “الحياة ستستمر على الرغم من تأثره البالغ مما يجري في الدول العربية”، معتبراً كل قطرة دماء تسقط على ارض الوطن تمسه في الصميم وكأنها من دمه. أضاف أنه “في الوقت الذي كانت تدور في لبنان اعنف المعارك، استمرت عجلة الحياة بالسير في شكل طبيعي في الدول العربية المجاورة”. وهو يصر على التمسك بقانون البقاء والحياة والامل رافضا الخضوع والخنوع لمفهوم ولغة الارهاب وسفك الدماء معتبرا في الوقت ذاته ان اصراره على البقاء وحب الأرض والتمسك بجذور هذا الوطن أقوى من الاجرام. كما اعتبر الحلاني “أننا شعب محب للحياة وسنبقى في لبنان مستمرين في عطائنا لادخال الفرح إلى كل الناس”. وشدد على اهمية الفن في هذه الفترة واصفاً اياه بالرسالة مستشهداًَ بكبار النجوم وعلى وجه الخصوص السيدة أم كلثوم التي كانت تحيي الحفلات ليعود ريعها إلى دعم الجيش المصري. وختم قائلا: ” الفنان موجود ايام الفرح ليضاعف من فرح الناس، وفي حزنهم ليزيل عن كاهلهم الهم والغم بنسمة أمل وحب”.
هيفا وهبي
الفنانة هيفاء وهبي اعتبرت انه “وسط الوضع المتشنج الذي نعيشه، دورنا كفنانين أن لا نستسلم لأن رسالتنا إسعاد الناس وإدخال الفرح إلى قلوبهم”. من هذا المنطلق رفضت تأجيل حفلتها في مهرجانات إهمج لأن الناس في هذه الظروف بأمس الحاجة للترفيه عن انفسهم، ولنقول جميعنا أن من خلال الفن والثقافة نستطيع مجابهة الشرّ الذي يتربص ببلدنا الصغير “اللي كلون عينون عليه”. من جهة أخرى رفضت الكلام في السياسة قائلة:” ما يهمني هو الإنسان أولاً والمواطن اللبناني اللي قلبو على كل لبنان ودورنا كفنانين لا يجب ان يُستخف فيه، لأن الذين تفرقهم السياسة نستطيع كفنانين أن نجمعهم ونوحّدهم على الخير والفرح والسلام”.
نانسي عجرم
في رأي الفنانة نانسي عجرم أن “الشعب اللبناني في حاجة اليوم إلى استعادة الابتسامة في خضم الظروف الأمنية والسياسية التي نعيشها”، ذلك ان “الغناء تحول واجباً وطنياً يعيد للبناني شغفه وحبه بالحياة التي تستمر رغم الاوضاع، خصوصاً أن لبنان عاش الحرب قرابة 30 سنة”. لكنها وفي الوقت عينه، اصرت على مواصلة الغناء لأنه “في هذه الظروف يعتبر حاجة ملحة ورسالة ومصدر سعادة للبنانيين والشعب العربي على حد سواء، خصوصاً ان الشعب اللبناني معروف بحبه للحياة والاستمرارية”.
مايا دياب
اعتبرت الفنانة مايا دياب أنها في نهاية المطاف إنسانة، وبالتالي فهي تتعاطف مع الناس والاحداث التي تحصل. لكنها رأت أن “الفن مهنة وبالتالي ينبغي المضي قدماً فيها على غرار موظف المصرف الذي يتابع عمله رغم العجلة الاقتصادية البطيئة”. وفي تقديرها ان” توقف الفنان عن مزاولة نشاطه الفني من شأنه ان يساهم في تراجعه إلى حد كبير”. كما رفضت أن يزايد أحد على وطنيتها لأنها تفاخر بلبنانيتها وانتمائها. واضافت مايا “أننا نعيش في خضم ازمات مستمرة وانفجارات متلاحقة واغتيالات، لذلك لو رفضت احياء حفل معين سيوافق على احيائه فنان آخر”. وفي ردها على الانتقادات التي طاولت النجوم الذين اصروا على الغناء رغم الظروف قالت:”لو شو ما بتعمل ما بترضي حدا”، فالحياة مستمرة والناس في حالة ترقب للأفضل على الرغم من الوضع المأساوي، والدليل الاقبال الكبير على المهرجانات اللبنانية. واضافت انها تعيش كل يوم بيومه متسائلة :”لو فرضنا ان الفنان على خطأ بإصراره على احياء الحفلات، الناس اللي عم يجوا مش غلطانين؟”.