ربما أنت لست بديناً الآن لكن تشير معلومات جديدة من اسبانيا إلى أن الأشخاص غير البدينين إنما الذين يسجلون معدلات منخفضة من الفيتامين D هم على الأرجح أكثر عرضة من سواهم لأن يصبحوا بدينين في السنوات القادمة.
أظهرت دراسات سابقة أنّ أيّ زيادة بنسبة 1ng/Ml في معدل الفيتامين D تؤدي إلى خسارة حوالى 0.2 كلغ أكثر مما تخسره عند اتباع حمية تقوم على خفض استهلاك السعرات الحرارية.
وتشير مقالة نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية European Journal of Clinical Nutrition إلى أن الخلايا الدهنية تعمل كمستقبل للفيتامين D، ما يعني أن هذا الفيتامين يمكن أن يلعب دوراً في تنظيم وضبط وظيفة الدهون في الجسم.
إنما لم يتضح بعد ما إذا كانت البدانة مسؤولة عن انخفاض معدلات الفيتامين D أم أن النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى البدانة. تدل المعلومات الجديدة إلى أن معدلات الفيتامين D يمكن أن تؤثر في مسألة البدانة.
كتب باحثون من المستشفى الجامعي الإقليمي Carlos Haya de Malaga و Ciber de Diabetes y Metabolismo في برشلونة: “تشير نتائج الدراسة الحالية إلى أن انخفاض معدلات الفيتامين D لدى الأشخاص البدينين ليس ناجماً عن البدانة بل إن هذا الانخفاض سبقها في الواقع.”
فيتامين أشعة الشمس
إن النقص في الفيتامين D والذي يُحدد بأقل من 20 نانوغرام في الميلليتر (ng/mL) من 25- (OH)D، يمكن أن يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية بما في ذلك كُساح الأطفال وغيرها من الأمراض التي تصيب العظام والعضلات.
إلا أن البيانات اظهرت مؤخراً أن النقص في الفيتامين D (<20ng/ml) ومعدلاته المنخفضة (ما بين 21 و29 ng/mL) قد ترتبط بظهور السرطان وأمراض المناعة الذاتية والأمراض المعدية وداء السكري من النوع 2 وأمراض القلب والشرايين.
أجرى الباحثون الأسبان الدراسة على أساس بيانات 1226 شخصاً.
وبيّنت النتائج أن انتشار البدانة ربما يكون سببه نقصاً لدى 35% من الأشخاص بالفيتامين D.
وفي حين لم يلاحظ أيّ رابط بين معدّل الفيتامين D والإصابة بالبدانة في بداية الدراسة، أشارت البيانات إلى أنه تبيّن لدى الأشخاص غير البدينين الذين يعانون من نقص في الفيتامين D في المرحلة الثانية ميلاً متزايداً إلى الإصابة بالبدانة خلال السنوات الأربع التالية.
قال الباحثون: “لا تزال العلاقة ما بين البدانة والفيتامين D غير واضحة وقد تكون أسباب المرض متعددة بما في ذلك عوامل مثل عدم التعرّض للشمس بشكل كافٍ، قلة ممارسة الرياضة لدى البدينين نظراً لقلة الحركة، عدم الحصول على الفيتامين D بشكل كافٍ، تخزين الفيتامين D بشكل متزايد في الأنسجة الدهنية، ازدياد نشاط أنزيم 24 hydroxylase في النسيج الدهني ما يعزز الأيض الهدمي للفيتامين D أو انخفاض إنتاج 25- hydroxivitamin D في الكبد بسبب تراكم الدهون فيه.”