كثيرة هي المسائل التي قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية عند الطفل التي تبدأ بمشكلة صغيرة يواجهها الطفل وتتفاقم وتصبح عسيرة إذا لم يتنبه الأهل. فعند ولادة شقيق، أو مواجهة مشكلة في الحضانة أو مواجهة إنفصال كالذهاب إلى المدرسة أو حصول حادثة أو رؤية مشهد مروع… هذه المسائل وغيرها قد تؤدي إلى اضطراب وتوتر نفسي شديدين أعراضهما كثيرة مثل آلام في الرأس أو أوجاع في البطن أو شعور بالغثيان… غالبًا سببها نفسي لا عضوي.
قلة النوم
إذا كان الرضيع ينام فقط ساعتين أو ثلاث ساعات في الليل ويبقى مستيقظًا وعيناه مفتوحتان فربما يعاني أرقًا صامتًا، وفي عمر السنتين تعكّر نومه كوابيس مستمرة تؤدي إلى رفضه الذهاب إلى الفراش أو رغبة جامحة في النوم في سرير والديه.
بين سن الثالثة والرابعة يظهر اضطراب آخر وهو نوبات الخوف الليلية الشديدة، فالطفل يستيقظ خلال الليل وهو يصرخ هلعاً إلى درجة لا يدرك حضور والدته، ومن ثم يعود إلى النوم.
واللافت أنه لا يتذكرّ شيئًا مما حدث معه في الليلة الماضية. في كل هذه الحالات وعلى اختلاف السن يجدر بالأهل استشارة اختصاصي علم نفس الطفل.
عدم رغبة في الأكل
لا يجدر بالأم أن تقلق إذا كانت شهّية طفلها للأكل قليلة لطالما كان معدّل وزنه يواكب نمو جسمه بشكل طبيعي. فهناك بعض الأطفال لديهم شهية العصفور.
ولكن إذا كان يرفض أن يفتح فمه ليأكل أو يبصق الطعام أو يتقيأه عند إجباره على الأكل يجب استشارة طبيب الأطفال الذي يبحث في البداية عن مشكلة عضوية يعانيها الطفل قبل تشخيص حالة أنوركسيا.
فمن المهم إيجاد السبب وراء رفضه للطعام. وفي حالة الرضيع يمكن أن يكون سبب رفضه الطعام متعلّقاً بانتقاله من الرضاعة الطبيعية إلى الرضاعة من الزجاجة، وهذه مرحلة عابرة.
لا يتكلم
من غير المفيد قبل السن الرابعة استشارة اختصاصي إذا كان كلام الطفل لا يزال غير مفهوم، فلكل طفل إيقاعه في اكتساب اللغة. وبعض الأطفال يكونون أسرع في اكتساب قدرات تعلّمية أخرى غير اللغة. أما إذا تعدى الطفل الرابعة، ولا تزال لديه اضطرابات في اللغة، مثلا لفظ سيئ، ضعف في المفردات بشكل واضح، فمن الضروري إخضاعه لفحص عند اختصاصي مقوّم النطق، فهو الشخص الوحيد القادر على معرفة السبب ومعالجته، كذلك في حال التأتأة. وليس من الضروري أن يرافق اختصاصي تقويم النطق جلسات علاج نفسي إلا في حالات نادرة.
يبول في سرواله
25 في المئة من حالات السلس البولي وسلس الغائط تكون قبل الأربع سنوات. ومع ذلك لا يجوز تبسيط المشكلة ولا تحويلها إلى دراما.
فطبيب الأطفال كفيل بحلّ المشكلة على الصعيد العضوي من خلال علاج الأدوية التي تصحّح الخلل في وظيفة المسالك البولية عند الطفل يرافقه غذاء صحي ونظيف، وهذه الإجراءات كفيلة بالإنتهاء من هذه المشكلة.
أما السلس البولي الطارئ فيكون غالبًا سببه ولادة أخ أو تغييرًا في نمط حياة الطفل، وهذا أيضًا يكون عابرًا إذا استطاعت الأم أن تطمئن الطفل إلى أن مكانته في قلبها.
يعاني آلامًا حقيقية
يمكن أن يكون سبب آلام عسر الهضم أو الأكزيما أو آلام الرأس أو الربو نفسيًا. فالأعراض الجسدية تعكس صعوبة نفسية، إذا غاب السبب الطبي الفيزيولوجي.
وطبيب الأطفال وحده يقرر ما إذا كان السبب عضويًا أم نفسيًا وينصح الأهل باستشارة اختصاصي علم نفس أطفال.
لا يمكث في مكان واحد
بين سن الثانية والثالثة، يكون الأطفال فعلاً أشبه بجرافة صغيرة لا ينطفئ محرّكها، فهم يتسلقون أينما كان، يتوقّفون عن لعبة ليبدأوا بغيرها… ويعترضون دائمًا.
ولكن إذا تعدّى الطفل هذه المرحلة العاصفة من الحركة وكان تركيزه ضعيفًا، وشارد الذهن طوال الوقت ولا يتوقف عن الحركة عندها على الأهل استشارة اختصاصي علم نفس الطفل.
غريب الطباع
هل يميل الطفل إلى العزلة في المدرسة؟ هل هو عنيف؟ يترك يد والدته في السوبرماركت ويضيع بين أروقتها؟ إذا كان تصرف الطفل بهذه الطريقة استثنائيًا ونادرًا فلا داعي للقلق، إذ تمر أوقات يكون الطفل فيها متوترًا بعض الشيء أو يشعر بالملل، فيتصرف على هذا النحو ولكن بشكل استثنائي ونادر.
أما إذا كانت هذه التصرفات هي الغالبة على سلوكه دائمة، كأن تشكو المعلمة دائمًا بأنه يضرب رفاقه أو يعضّهم، وبأنه لا يشارك في العمل المدرسي، أو نادرًا ما يلعب ويبقى طوال الوقت صامتًا يقوم بدور المتلقي لساعات طويلة، فإن تدخل اختصاصي أمر ملح لأنه لا يجوز التهاون بهذه الأعراض.
إذا ظهرت هذه الأعراض عند الطفل صار لزامًا استشارة اختصاصي علم نفس الطفل، ولكن كيف يمكن الأم تحضير طفلها لهذه الزيارة؟
تحضير الطفل لزيارة الطبيب بصور عامة أمر ضروري وكذلك بالنسبة إلى اختصاصي علم نفس الطفل. لذا على الأم أن تقول لطفلها مسبقًا أنهما سيزوران معًا شخصًا يعرف تماما ماذا يدور في خلد الأطفال ويساعدهم على المشكلة التي تواجههم.
وبأنه يمكنه أن يلعب ويرسم وأن يخبر هذا الشخص كل ما يريد التحدث عنه. بعض الإختصاصيين يطلبون من الطفل مشاركة رمزية مثل اللعب بالحصى ليتأكدوا من حماس الطفل.
فالقاعدة العامة عندما يُشرح للطفل أن هذا الشخص سيساعده في حل مشكلته، نادرًا ما يتصرف بعدائية مع المعالج النفسي.
وعلى الأهل أن يعرفوا أن المتابعة الدورية للمعالج النفسي هدفها إراحة الطفل أو إلغاء أسباب آلامه النفسية.
فخلال كل جلسة يلعب الطفل ويرسم، والإختصاصي يراقبه ويطرح عليه من وقت إلى آخر الأسئلة بطريقة سلسة متعلّقة بالنشاط الذي يقوم به الطفل.
بمعنى آخر يخوض حوارًا مع الطفل الذي يعبّر خلاله عما يخالجه، وفي الوقت نفسه يتمكن الإختصاصي من تحديد الصعاب التي يواجهها الطفل ومساعدته على تخطّيها.
وهذه بعض الأعراض التي تشير إلى شعور الطفل بالإضطراب من الولادة إلى سن الخامسة
عند الولادة يبدو نوم الرضيع متقطعًا يرافقه بكاء شديد. وفي السنتين رؤية كوابيس متكررّة، في الأربع سنوات نوبات خوف ليلية شديدة ومتكررة، وسلس بولي وإسهال، ونشاط مفرط، في الخمس سنوات تظهر اضطرابات في اللغة.