كانت ساعات حزينة تلك التي مرت على الجماهير اللبنانية منذ إعلان قرار الإتحاد الدولي لكرة السلة تجميد المشاركات الخارجية للبنان.
ولان الأيام الصعبة والحزينة كثيرة في حياة اللبنانيين فقد إعتادوا أن يجدوا في كرة السلة متنفساً وأملاً للفرح، لكنهم هذه المرة سيفتقدون هذا البصيص من الأمل بعدما أمعن الجميع في هذا البلد بضرب معقل رياضي كان يوّحد ويجمع اللبنانيين.
ومنذ إعلان القرار المشؤوم سارع الجميع للبكاء على اللبن المسكوب وتقاذف المسؤوليات، وفي الوقت الذي كانت فيه الجماهير تنتظر حلولاً لتلك المشكلة،
كان المعنيون بشؤون اللعبة من مسؤولين وإداريين ورؤساء اندية يقدمون للبنانيين قصائد من الرثاء والبكائيات والتغنّي بالأمجاد، في حين كانت اللعبة تنزف قطراتها الاخيرة وتئن دون أن تجد من يساهم في التخفيف من إنهيارها.
والآن بعد أن وقعت الواقعة صار لابد من وقفة ضمير من الجميع والتخلي عن الأحقاد والمصالح الضيّقة والتفكير بمصلحة اللعبة اولاً وأخيراً لا مصلحة ذلك التيار أو الحزب أو هذا المسؤول أوذاك.
ولعلها فرصة لطرح عدة أسئلة بقيت على شفاه الجماهير، لكنها لم تجد أجوبة مقنعة، ومنها:
هل قرار إيقاف لبنان دولياً مؤامرة نُسجت خيوطها بين لبنانيين ومسؤولين من دول أخرى بعد القفزةالكبيرة التي حققتها كرة السلة اللبنانية؟
هل تعمدّت بعض الأندية الذهاب بعيداً في قرار اللجوء للقضاء لعلمها مسبقاً بالنتيجة التى آلت إليها الامور؟
لماذا رفضت بعض الأندية التوقيع على مذكرة الفيبا؟
هل كان البعض يخطط إلى مثل هذا الإيقاف بسبب ما أفرزته الجمعية العمومية من إتحاد جديد للعبة؟
هل يدرك المعنيون ان إيقاف لبنان يعني إنتهاء جيل من اللاعبين المميزين والبدء من نقطة الصفر بعد انقضاء فترة الإيقاف؟
هل يقوم ممثل لبنان في الإتحادات القارية بالدور الحقيقي المنوط بواجبه، وهل كان بالإمكان افضل مما كان؟
ما هو دور وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الأولمبية الآن، وهل هناك مظلة حقيقية محلية ودولية تستطيع التأثير على الاطراف المحلية أولاً ثم الإتحاد الدولي من أجل إعادة الأوضاع إلى نصابها أو على الأقل التخفيف من زمن الإيقاف؟
إنها أسئلة يرددها كل لبناني آمن يوماً ما بنجاحات كرة السلة اللبنانية خارجياً، لكن بالتأكيد قد تبقى بلا أجوبة في بلد مُثقل بالأعباء والهموم ووطن لا يستطيع أن يجد حلاً واحداً لمشاكله وكيان مهدد بفعل الإنقسامات السياسية بين أطيافه.
كنا نتمنى بالفعل لو اننا قررنا استغلال الوجه الايجابي لـ “التمديد”، وسخرناه لمنتخبنا الوطني في كرة السلة ليمثلنا مجدداً في الاستحقاق العالمي الابرز وهو مونديال كرة السلة، ولكن للاسف، فإن التمديد السياسي السيء افضل بكثير من التمديد الرياضي الجيد.