مبروك للسياسة انتصارها، ومبروك للسياسيين تدخلاتهم، ومبروك للاتحاد قراراته ومبروك للاندية تصلبها.
كلهم غمرتهم الفرحة، فرحة انتصارهم الخاص، ومن يدري، قد تجدهم على غرار السياسة اللبننية “يهنئون” بعضهم البعض بهذا “الانجاز”. وحدهم محبو كرة السلة ولاعبوها كانوا خارج هذا “العرس”، وحدهم لم يلبوا دعوة الاحتفال بجريمة قتل كرة السلة اللبنانية.
هذا هو الواقع اللبناني، فحين ترى سياسياً فرحاً فها يعني ان الشعب حزين، وحين ترى الشعب فرحاً فهذا يعني ان السياسي حزين، وخارج هذه المعادلة كل ما يحصل هو من قبيل “السخرية” فقط.
واخيراً، وبعد معاناة طويلة مع الفيبا، تقرر حرمان لبنان من المشاركة في بطولة آسيا، ويدور الحديث عن توقيفه عن المشاركات الخارجية لمدة 4 سنوات. هذا ما جناه تدخل السياسة في كرة السلة.. سوف تشتاق كرة السلة الى اليد التي تحملها او تقذفها الى السلة، والى الاصوات التي تعلو فرحاً حين تدخل الدائرة والحسرة التي تظهر عندما تأبى الكرة الدخول.
خسر لبنان احد ابرز وجوهه في عالم الرياضة، وهي كرة السلة.
اما الاتحاد، فيمكن القول ان قرار الفيبا الاخير كان بمثابة المسمار الاخير الذي دق في نعشه، فهو ولد بعد مخاض اليم، ونجح في فترة قصيرة من ولادته في اطلاق الدوري وضخ الحياة في اللعبة، ولكن ما ان تعلم ان يخطو خطوته الاولى حتى بدأ الوقوع مرة تلو الاخرى. وتوالت المشاكل ونجحت السياسة والانتماءات الطائفية والمذهبية والولاء للنادي في شرذمة عائلة الاتحاد، واتت المشاكل الميدانية “لتزيد الطين بلة”، وتوجت الامور بالفضيحة المالية قبل ان يطلق الفيبا رصاصة الرحمة.
ولكن السؤال، من الذي سيهتم بما سيحصل من الآن وصاعداً بكرة السلة اللبنانية؟ وما همنا اذا اتى اتحاد جديد في ظل الحظر الدولي؟ ولا يعنينا شكله السياسي والمذهبي والطائفي ما دامت الاوضاع معروفة والعقوبات متخذة.