ممثلة لبنانية قديرة ، أحبت الشاشة منذ طفولتها فتألقت نجمة في عالم الدراما اللبنانية .
عملت بإجتهاد ومثابرة إلى أن إستحقت عن جدارة أن تصبح نقيبة الفنانين المحترفين التي تعمل بقلب كبير في خدمة كل فنان لبناني.
هي النقيبة الممثلة سميرة بارودي التي حلّت ضيفة عزيزة على “النشرة” في لقاء سادته الصراحة المطلقة والجرأة الكبيرة حيث ردّت بارودي على أسئلة من العيار الثقيل بإجابات أطلقت فيها النيران على جميع منتقديها
أهلا بك عبر “النشرة” ، بداية ما هي إنجازات نقابة الفنانين المحترفين ؟
أهلا بكم. النقابة أنشأت صندوق التعاضد الموحد ودخلت المجلس النيابي وضمّنت قانون تنظيم المرئي والمسموع دفتر شروط للإنتاج اللبناني ، وخفّضت الضريبة على المسارح من 27 إلى 5 بالمئة ، وتعاطت مع وزارة المالية لعدم ملاحقة الفنانين المتخلفين عن دفع مستحقاتهم خلال سنوات الحرب رغم أن الوزارة هي التي كانت متقاعسة، وغيرها من الإنجازات التي قامت بها هذه النقابة فتفوّقت ونالت ثقة السفارات والدولة وكل الناس .
ماذا عن صندوق التعاضد تحديداً ؟
طرحت فكرة صندوق التعاضد من قبل مجلس نقابة الفنانين المحترفين في العام 1999 ، نقابتنا حينها برئاسة الأستاذ إحسان صادق إقترحت أن تذهب الاموال التي ستدخل عن طريق الفنانين الوافدين إلى لبنان ، مباشرة الى صندوق تعاضد موحّد يكون مجلس إدارته من النقابات الفنية المشهدية ، وهكذا كان ووافق كل الزملاء من النقابات الفنية الثمانية التي يضمها الصندوق على هذا الإقتراح
الفنان إحسان صادق يشكو من سوء إدارة الصندوق ، كيف ذلك أليس الصندوق محسوباً عليكم ؟
لا أبداً ليس محسوباً علينا ، رئيس الصندوق ليس من نقابتنا ولا أمين السر ولا أمين الصندوق ولا نائب الرئيس وهناك مفوض حكومي، لدينا مندوب كان الأستاذ إحسان “بعدين حسّ إنو فالج لا تعالج” نحو تحصيل الأموال ، لأن مجلس الإدارة من المفروض أن يتمتع بالخبرة والثقة والقدرة على التواصل مع إدارات الدولة في مواجهة كل المخالفين أو التسريع في تنفيذ القوانين ، في الحقيقة إن بعض الزملاء إرتؤوا أن يترأس صندوق التعاضد “يمكن إنسان آدمي وشاطر بمهنتو وبجوّزو أختي” إنما لا أضعه رئيس صندوق تعاضد لأنه لا يعرف كيف تدار صناديق .
من هو رئيس الصندوق ؟
مندوب نقابة “الغرافيك ديزاين”، فوجئنا نحن كنقابات مشهدية بأن الدولة أدخلت معنا نقابات لتستفيد منها ، مع أنهم أساساً يستفيدون ولكن لا يفيدون الصندوق “ما بتدخل قرش على الصندوق” لأن الصندوق يستفيد من الفنانين الوافدين إلى لبنان كالمطرب والموسيقي والممثل والكاتب والمخرج وغيرهم ، ومن أماكن اللهو الموجودة بكل الوطن من مطاعم ونايت كلوب ، الغرافيك ديزاين إختصاص جميل جداً وفن قائم بذاته، “لازم يكون عندو حقوق إنما بعيدا عن الفنون المشهدية. لأ تسمحلي الدولة”، فمن المفترض أن يكون لنقابتنا موقع متقدّم في هذا الصندوق لأننا جماعة توحيديون ، ومنذ أنشئت نقابتنا قلنا إن كل فنان محترف يعتبر عضواً مؤسساً لنقابة الفنانين المحترفين .
كيف سيتغيّر الوضع ؟
نريد أن نتعاطى معهم على أعلى درجة ومستوى من الأخلاق والحب ، إنما هم كمبتدئين في هذا المجال فليعترفوا بأن هناك أشخاصاً سبقوهم في النضال وليتعلموا منهم ، وليقولوا إن ليس بمقدورهم الآن أن يديروا صندوق تعاضد لأن هناك مسؤولية أموال كبيرة ومهرجانات “بدّا ناس قبضايات” على الأرض تستطيع أن تواجه وتحصّل و”توقّف بموضوعية”.
ألا يوجد تضامن بين النقابات الثمانية حول موقفكم هذا ؟
هناك آراء يتم تداولها في المجلس من قِبل هذه النقابات الفنية ، المواقف التي تتخذ فيها تجاوزات أخلاقية وهناك عدم لياقة وأدب في التخاطب مع هذه النقابات ، هذه الأمور جعلت البعض مستاءً من طريقة التعامل ، نحن نحضر ونتابع ولدينا صبر كبير جداً وصدرنا رحب ، لا زلنا نعطي فرصاً لهذا المجلس كي يتحمل مسؤولياته ولكن سنصل إلى مرحلة “ساعتا منشوف شو بدنا نعمل”.
ما رأي نقابة الممثلين مثلاً ؟
أنا على صداقة مع زميلنا جان قسيس أكنّ له كل المحبة والإحترام ، وأيضا على تواصل مع نقيب السينمائيين ، البعض مستاء جداً جداً .
بما أنّ كثيرين مستاؤون فلتتحركوا ؟
طبعاً سيكون هناك تحرّك لأن للصبر حدود ، هذا الجهد الذي عشنا 50 سنة نناضل لأجله “يجي حدا يفشّلك ياه لا مش مسموح” ، وستتم محاسبة هؤلاء الأشخاص الذين أساؤوا إلى الصندوق “يللي منّو قادر يشتغل يتفضّل يزيح ويجي غيرو”.
نفهم أن الصيف العامر بمهرجات الفنانين الأجانب لن يعود بالأموال على صندوق التعاضد ؟
“اللي تحصّل شي كتير بسيط” ، لا أعرف ما الذي يجري حالياً لأني سمعت أن معالي وزير السياحة وبعض السيدات من لجان المهرجانات “قايمين قيامتن إنو كيف بدّو يتحصّل 10 بالمية” والوزير قال إن هذا القانون غير جيّد للسياحة ، البلدان التي تأخذ ضريبة من الفنان اللبناني أليس لديها سياحة؟ لماذا السياحة لم تتأثر في مصر وسوريا وقت الخير ، و بالأردن وفرنسا وإيطاليا ، يجب أن يعلم الوزير أننا موجوعون جداً منذ زمن كبير ، نحن ندفع ضرائب خارج لبنان و”اللي إنتو بدكن تجيبوهن ع لبنان ما بدكن تدفعوهن ضريبة ليه؟”
ما هي المشكلات التي تعاني منها نقابة الفنانين المحترفين ؟
نحن مشكلتنا عامة وهي مثل كل مشكلات الفنانين في لبنان ، نحن جزء من هذا الوطن الذي يريد الأمن والإستقرار كي نستطيع كنقابة أن نتحرك على صعيد المنتجين العرب والشركات العربية ليأتوا ويعملوا في هذا البلد ، وسبق لنقابتنا أن أحضرت عدة منتجين الى لبنان عملوا وتعاونوا مع فنانين لبنانيين .
أنا أحب كثيراً نقابة الممثلين
“مش قدّي” أنا أيضاً لأنهم زملائي أصلاً .
أنا أزعل على الـ
(مقاطعة) نعم أكيد .
على الإنقسام
لا هذا ليس إنقساماً ، هذا فكر ومنهج جديد وهو أنه يجب أن يكون في لبنان نقابة فنانين تضم كل الفنون المشهدية ، ومجلس الوزراء أعجب جداً بالمشروع وأعطاه لوزير العمل لإبداء الرأي وهنا صارت مداخلات نقابية أو سياسية “متل ما بيصير بلبنان محسوبيات” ، فتجمّد المشروع لأن “في ناس ما بدا إنو هالأسرة الفنية تتوحد” ، لذلك إقترحنا أن نتوحّد على صعيد الصحة بصندوق تعاضد واحد يضم كل الفنانين لأن الفن ليس تمثيلاً فقط ، فهناك موزعون موسيقيون وملحنون وشعراء أغنية وكتاب ومخرجون ومطربون وقطاعا الكوريغرافيا والسينوغرافيا .
هناك من يقول كيف يعقل أن تضم نقابتكم الممثل والمنتج في الوقت نفسه ؟
“ما عنّا منتج” ، على العكس عند زملائنا بنقابة الممثلين هناك في المجلس المنتج علي كجك ، لا أعرف إذا مثل في شيء قبل 40 أو 50 عاماً و”بطّل التمثيل من وقتا” ، نحن نعتز كثيراً بأن الرحابنة أنتجوا أعمالهم وهم فنانون كبار ، أنت تعتبرهم منتجين أم فنانين كبار ؟
طبعاً فنانون كبار ، لا أظن أنهم المقصودون
“لا هنّي هيدول بيقصدوا” ، سأعطيك أسماء أخرى رفيق علي أحمد وإحسان صادق أنتجا أعمالهما أتعرفهما أكثر كمنتجين أم كفنانين ؟ فاتن حمامة ألم يكن لديها شركة إنتاج على غرار عبد الوهاب وإسماعيل ياسين وفريد الأطرش ، الفنان الذي ينتج أعماله كي يحقق ذاته لا يعتبر من فئة المنتجين ، وهناك نقابة في لبنان للمنتجين يرأسها صادق الصبّاح ، نحن في نقابتنا ليس لدينا قطاع منتجين .
الممثل صلاح تيزاني “أبو سليم” قال في لقائي معه إنه هو الذي أتى بسميرة بارودي إلى التمثيل
كأول عمل تلفزيوني صحيح وذلك حين كنت طفلة بعمر 7 أو 8 سنوات ولعبت دور إبنته “سلمى” ، و”أنا أعتز بمسيرته الفنية وكفنان من طرابلس وبحب كتير مسيرتو الفنية” وهو فنان كبير وموهوب جداً ، إنما تم إكتشافي من قبل نقيب الممثلين بطرابلس آنذاك النقيب محمد ميقاتي حين كان مخرجاً إذاعياً وعملت معه أول عمل فني في الإذاعة اللبنانية .
قال لي “أبو سليم” أيضاً إن الذين سقطوا في إنتخابات نقابة الممثلين إتهموا أعضاء النقابة المذكورة بأنهم أميون فذهبوا وأصبحوا يأخذون أعضاء من عدة نقابات ليستوفوا شروط الترخيص لنقابة الفنانين المحترفين
“عيب واحد يقول أميين” ، قبل الحرب اللبنانية جمع الأستاذ إحسان صادق نقابة الموسيقيين ونقابة الممثلين في بيت واحد في منطقة بدارو بآخر سنة 1969 أو ببداية 1970 وإستمرا إلى ما بعد الحرب لسنوات إلى أن إنتقلت نقابة الموسيقيين إلى منطقة سن الفيل ، يعني فكرة التوحيد كانت موجودة قبل الحرب وإلا لا يكون الفنان وديع الصافي عضو مؤسس لنقابة الفنانين المحترفين وهو الذي كان بنقابة الموسيقيين ، والأساتذة توفيق الباشا ، منصور الرحباني ، إحسان صادق ، انطوان كرباج ، محمد ابراهيم ، ألبير كيلو وأنا وغيرنا ، “نحنا مش ممثلين إستقلينا عن نقابة الممثلين” نحن من كل النقابات الفنية تجمّعنا لأن لدينا قناعة واحدة “وعملنا نقابة وأخدنا ترخيص هيك بالعكس منصير كلنا عنا قانون واحد وبيستفيدوا هالفنانين كلن ، وإجت الحرب وخربطت الامور”.
أبو سليم قال إن نقابتكم “صايرا غلط” بوجود إتحاد النقابات
أين هو إتحاد النقابات ؟ 675 منتسباً من كافة القطاعات لنقابة الفنانين المحترفين ، والذين سددوا إشتراكاتهم لغاية العام 2016 هم أكثر من 50 بالمئة من الأعضاء بِقدر ما يحبون النقابة ويؤمنون بها ، هذا هو ردي .
هناك من الممثلين من يتهمكم بتوقيف العائدات المالية التي كان يحصل عليها الممثلون جراء إعادة المسلسلات القديمة عبر شاشة تلفزيون لبنان وذلك من خلال إتفاق تم بينكم وبين الأستاذ إبراهيم الخوري
نحن ؟ ذلك تم قبل أن يُعيّن إبراهيم الخوري رئيس مجلس إدارة لتلفزيون لبنان ، توقيف العائدات المالية تم خلال ربع أو منتصف الحرب اللبنانية أي عندما أصبح التلفزيون واحداً بعد أن كان شركتين مستقلتين وأصبحت حصة الدولة فيه 51 بالمئة ، في حين أن نقابتنا تأسست في العام 1993 فلا دخل لنا في هذه المرحلة القديمة ، “ليه نحنا بدنا نوقّف ليه نحنا ما منستفيد يعني؟”
زَعَّلتك اليوم ؟
لا على العكس ، أنا لا أزعل من هذه الأشياء ، أزعل على من يقولها ، لأنهم زملاء وأحباء وفي النتيجة همّهم وهمنا واحد ووجعهم ووجعنا واحد ، ومهما قالوا “الضفر ما بيطلع من اللحم” ، هم أخوتنا وأهلنا ، ممكن أحيانا أن تجد آراء متضاربة بين أخوة ولكن هذا لا يفسد للود قضية.
كلمة أخيرة
أحترم كل الآراء والله يسامح “يلّي بيتجنى ، نحنا ما تعلمنا الا نمد إيدنا وبالحب ومش رح نرجّع هالإيد ، رح تضل إيدنا ممدودة كل العمر لنصافح ونحب زملاءنا ، وحر يللي ما بدو يحبنا” ، سيدنا المسيح قال “أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم” وسيدنا محمد قال “الدين معاملة” ، “يا ريت نلتهي بالشغل مش بالحكي” ونعمل لمصلحة الفنان في هذا البلد .