حذرت منظمة الصحة العالمية فى تقرير صادر عنها من أزمة نقص أدوية الأطفال حول العالم.
وبينت أنه من الملاحظ، فى جميع أرجاء العالم، استعمال الكثير من الأدوية لدى الأطفال لدواع غير دواعى الاستعمال الخاصة بها، وذلك يعنى أنّ آثارها على الأطفال لم تخضع لأيّة دراسة وأنّ تلك الأدوية لم تحصل على ترخيص لاستعمالها لدى الأطفال.
ولا يوجد إلاّ القليل من الأدوية بالتركيبات المعدة خصيصاً للأطفال، والأدوية المتوافرة بتلك التركيبات لا تصل، فى غالب الأحيان، إلى الأطفال الذين هم فى أشدّ الحاجة إليها.
فمن الملاحظ، مثلاً، أن نحو ثلاثة ملايين من الأطفال دون سن الخامسة يقضون نحبهم كل عام بسبب الإسهال والالتهاب الرئوى.
وهناك، فيما يخص الإسهال، علاج موثوق يتمثّل فى أملاح الإمعاء الفموى والزنك.
غير أنّ الدراسات تبين أن ذلك العلاج لا يزال غير متاح فى غالب الأحيان فى صيدليات وعيادات البلدان التى تتسم بأعلى مستويات شيوع المرضين المذكورين، ويمكن إنقاذ ملايين الأرواح بتحسين فرص الحصول على ذلك العلاج.
وعندما لا تتوافر الأدوية المناسبة للأطفال ينزع العاملون الصحيون والآباء، فى غالب الأحيان، إلى استعمال أجزاء من الجرعات الدوائية الخاصة بالبالغين أو إعداد جرعات للأطفال بهرس الأقراص أو تذويب أجزاء من الكبسولات فى الماء.
وتلك الممارسة من الأمور الصعبة بالنسبة للآباء أو مقدمى خدمات الرعاية الصحية، كما يمكنها أن تشكّل صعوبة على الطفل من حيث قدرته على تناول الدواء وأن تسفر عن تناوله جرعة أقلّ من الجرعة المناسبة له أو أكثر منها، ممّا قد يؤدى إلى تفاعلات ضارّة أو إخفاق العلاج.