استنتج العلماء بأن “الصوم” الطويل يحسن عمل الميكروبيوم ( الكائنات الحية الدقيقة) في الامعاء ويغير عملية التمثيل الغذائي ويطيل العمر. وجاء هذا الاستنتاج بعد الاختبارات التي اجراها العلماء على الفئران، حيث تبين ان الجوع حسن ميكروفلورا امعاء هذه الفئران وتسبب في تغير عملية التمثيل الغذائي في اجسامها واطال عمرها عدة اسابيع، قياسا بالفئران التي كانت تتغذى بصورة دورية ومنتظمة.
وتأكد مرات عديدة من خلال الاختبارات العديدة التي اجريت على القوارض (الفئران والجرذان)، ان تخفيض سعرات الحمية الغذائية بنسبة 30 – 40 بالمئة يمكن ان يؤدي الى اطالة العمر.
مقابل هذا اظهرت الاختبارات التي اجريت على قرود الشمبانزي والمكاك بأن هذا التأثير يمكن أن يغيب في القرود. وتمكن ليبين تشاو ورفاقه من جامعة شنغهاي في الصين من اكتشاف احد الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة الغريبة، خلال اختبارهم لمجموعتين من الفئران، كانت احداها تجوع لفترة طويلة.
ويشير الباحثون الى وجود علاقة معقدة بين جسم الانسان وميكروفلورا امعائه. فمثلا يؤدي تغير الحمية الى تغير انواع البكتيريا وهذا بدوره يؤدي الى تغيرات في عمليات التمثيل الغذائي وعمل جهاز المناعة. وكان ليبين ورفاقه قبل مدة قد بينوا بأن البكتريا المأخوذة من ميكروفلورا امعاء الشخص البدين يمكنها ان تسبب السمنة ومرض السكري عند الفئران.
وخلال مراقبتهم للفئران الجائعة، لاحظ العلماء بأن تركيب ميكروفلورا امعائها اختلف في السنة الثانية من عمرها عن تركيبها في الفئران الاخرى، حيث لم يوجد فيها الميكروبات الخطرة على الحياة مثل Lactococcus و desulfovibrionفي حين ازداد عدد البكتيريا المفيدة مثل Bifidobacteria و Lactobacilli. وحسب رأي علماء الاحياء، إن هذه الخاصية كانت السبب في اطالة عمر الفئران بنسبة 20 بالمئة قياسا بفئران المجموعة التي كانت تتغذى بصورة منتظمة.
ومع ذلك لم يعرف حتى الآن فيما اذا كان الشيء نفسه يحصل في امعاء القرود ايضا.