سؤال: ما هي المشكلات التي تنجم عن قدوم مولود جديد إلى العائلة؟
جواب: أول مشكلة تواجهها الأم، عند قدوم طفل جديد إلى العائلة، هي ردة فعل الابن البكر. ومن الطبيعي أن يظهر سلوكاً عدوانياً أو يصبح متقلب المزاج، ويزداد تعلّقاً بوالديه ويتصرف في شكل نكوصي فتلاحظ والدته مثلاً بكاء ه غير المبرر أو عدم استعماله المرحاض …
وتسبب هذه التصرفات قلقاً عند الأهل ويفسرونها في شكل خاطئ. فيظنون أن الابن البكر يشعر بالغيرة ، أو أنه يقوم بذلك كي يلفت انتباههم. وبعض الأهل قد يصدمون من سلوك ابنهم ويشعرون بالأسى لأنه يتصرف على هذا النحو، مما يفسد عليهم بهجتهم بقدوم طفل جديد إلى العائلة.
من المعروف أن التماهي بالأهل هو إحدى وسائل تعبير الطفل عن حبه. وإلى أن يحين وقت قدوم مولود جديد، لا تُسبب هذه الطريقة في الحب أي مشكلة للطفل، فعالمه يتشكل من خلال الراشدين، وشعوره بالحب يساعده في نموه العاطفي والجسدي. إلا أن كل شيء يتغير عندما يصبح له شقيق، ذلك أن التماهي صار في خطر، مما يجعله يرتد إلى تصرفات الطفولة ويمر في مرحلة حرجة. كيف يمكنه أن يحب هذا الصغير دون أن يخسر محبة والديه؟ إذاً هو يبحث عن الوسائل التي تخرجه من هذا الشعور. في حين يعتبر الأهل هذه التصرفات أزمة نفسية.
ويصعب على الطفل أن يتخلى عن هذه المشاعر التي تخالجه لأن عليه تجنب ثلاث عقبات:
التماهي بالأم. وأحياناً يقوم بعض الأطفال بدور الحاضنة لأخوتهم الأصغر منهم.
التماهي بالمولود الجديد. فيرتد الطفل إلى تصرفات الطفل الصغير جداً.
التماهي بالوالد. يتصرف بعض الأطفال في شكل حكيم غير اعتيادي. كأن يعظ الطفل شقيقه الأصغر منه أو يقوم بدور المساعد لوالده أو والدته .
وهذه الحلول هي محاولات تؤذي الطفل لأنها قد تفقده هويته الخاصة. إذاً ما يشعر به الطفل في هذه المرحلة ليس الغيرة وإنما هو يمر بأزمة تماهٍ. ولإخراجه منها عليه أن يدرك أن مركزه في العائلة ليس في خطر، وأنه يحق له أن يحب أحد ما دون أن يتماهى به. كما في إمكانه أن يظهر محبته للآخرين ممن هم خارج دائرة العائلة، على أن يحافظ على شخصيته . ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بمساعدة الأهل، ومن الطبيعي أن يستوجب ذلك الكثير من الصبر.