يعتبر بطل العالم للفورمولا واحد ( 3 مرات) الالماني سيباستيان فيتيل أنجح سائق في العصر الحديث في عالم هذه الرياضة بعد اعتزال الاسطورة مايكل شوماخر ، وما هي نتائجه إلا أكبر دليل على ذلك وتمكن هذا السائق الالماني من تحقيق 30 انتصارا في مسيرته واحتل 39 مرة مركز الانطلاقة الاول في السباقات وهو فقط بعمر 26 عاماً متفوقاً على سائقين يفوقونه عمراً وخبرة في عالم السرعة .
وتمكن فيتيل من التفوق على أسماء كبيرة كان من المفترض لها أن تلمع في عالم السرعة واتى ليخطف الاضواء منها ويؤكد بجدارة أنه خليفة اسطورة الفورمولا واحد مايكل شوماخر .
قبل سطوع نجم فيتيل كان فيرناندو الونسو ولويس هاميلتون محور الصحافة العالمية وكانت المنافسة محتدمة بين هذين الاثنين على الالقاب في أغلب الاوقات وأتى فيتيل لينغص عليهما مسيرتهما. ونجح الالماني بالفوز بثلاث بطولات للعالم بالرغم من صغر سنه ، فسائق الفيراري الونسو وهو بعمر 32 عاماً توج مرتين بطلا للعالم ( 2005 و 2006 ) وذلك في ظل تفوق اطارات الميشلان التي كانت تعتمدها سيارة الرينو على اطارات البريدجستون التي كانت تزود الفيراري آنذاك. ونجح الونسو في تحقيق 32 فوزا في مسيرته بالاضافة الى احتلاله 22 مرة المركز الاول في انطلاقات السباقات ، فيما أحرز البريطاني لويس هاميلتون بطولة عالم واحدة وحقق21 فوزا في مسيرته بالاضافة الى انطلاقه 29 مرة من المركز الاول وهو في الـ28 من العمر. ومنذ انطلاقته في عالم السرعة كانت الطرق معبدة له اذ دائماً ما يأتي في سيارة منافسة ولم يشق طريقه مع الفرق الصغيرة كما فعل الونسو وفيتيل في بداية مسيرتهما .
واصبح هاجس ألونسو وهاميلتون التقليل من تفوق فيتيل، واعتبرا ان فوز الالماني بكل تلك البطولات عائد فقط للسيارة التي يصممها أدريان نيوي وفي العديد من المقابلات الصحفية تطرق السائقين الى هذا الامر وحاولا رد تفوق فيتيل الى افضلية سيارة الريد بول وليس الى مهارة السائق حتى وصل الامر بهاميلتون الى محاولة اختيار (الزميل المفترض لفيتيل في الموسم القادم في سيارة الريد بول ) وهو كيمي رايكونين، معتبراً أن الفنلندي سيصعّب عليه الوضع أكثر وسيضع فيتيل تحت ضغط شديد ، فيما وصل الامر بألونسو الى اعتبار انه لا يفهم كيف يحرز فيتيل عددا كبيرا من النقاط في كل جائزة يشارك فيها وهو فرح طبعاً لدى خروج الالماني خالي الوفاض من جائزة بريطانيا على حلبة سيلفرستون بعد مشاكل في علبة التروس بعد ان كان متصدراً للسباق في امتاره الاخيرة .
في الختام يبدو ان العلاقة بين هذا الثلاثي متوترة بشكل كبير ، وهذا أمر طبيعي ففيتيل تمكن من اقتناص بطولتي عالم امام الونسو ليحرمه من هذا الشرف فيما أطاح بأسطورة هامليتون التي كانت معدّة له بعد اعتزال شوماخر على أنه سيكون الخليفة الامثل للبارون الاحمر فيما لا يزال فيتيل يعتمد اسلوب الاصرار والمثابرة على الفوز اياً تكن التحديات وهو ما اظهره الموسم الفائت حين حسم لقب البطولة في الجولة الاخيرة .