في لحظة ما علينا اتخاذ القرار الحاسم في حياتنا …
“داخل كل شخصٍ منّا طفلٌ صغير ” مقولةٌ جميلة لكن علينا عدم المغالاة في قبولها..
كل شخص منّا يكبر في العمر وهذه حقيقةٌ لا مفر منها…
وكل شخصٍ منّا ستجرفه الحياة في وقت ما إلى مكان سيجد نفسه فيه وحيدا” …
و بالمقابل فإننا جميعا” لا نفكر في مرحلة الشباب عن الطريق المستقيم الذي خُلقنا من أجله …
ويأتي ذلك الوقت الذي يطول تفكيرنا فيه بلحظات و سنين الشباب التي ذهبت ولن تعود أبدا”…..
عندما يتقدم الإنسان في العمر تتقدم أفكاره معه ويبقى في داخلة ذاك الشاب الناضج في الحياة دون أن يتمكن من الإعتراف لنفسة أو للآخرين أن تلك الأيام قد ولت حقا”والتي
كان فيها شابا” أو شابة …
هنا يبدأ الصراع الداخلي بين ما كنّا عليه في ريعان الشباب وبين الإعتراف الذي لا محال سنضطر إليه حين تطالبنا الحياة بما لايمكن لمن في عمرنا فعله فهو لأيام من عمرنا انقضت …
و يصبح الإنسان مهزوما” بين شخصيتين , هذا كله عدا عن نظرة المحيط إليه بما فيها من سخرية وشفقة ؟
ويضع نفسه بذلك في موضع لا يحسد عليه .
وهذا كله بشكل عام , ومن زاوية خاصة يمكننا الحديث عن النساء اللاتي بتنا يعشن في حالة هستيريا لعدم الإعتراف بالعمر متوارين خلف ذريعة تكنولوجيا الجمال ؟؟
فالكثيرات من النساء تعدّى عمرهن الخامسة والثلاثين ومازلن يتعاملن مع أنفسهن على أنهن لم يتعدين السابعة عشرة بعد , وهذا ناتج عن رفض داخلي منهن ولذلك أسبابه الكثيرة تبعا” لوضع كل منهن.. فمن عقد بعدم الإنجاز في عمر أصغر , إلى غرور بالذات نتيجة جمال خارجي كانت تتمتع به أو نتيجة وضع اجتماعي كانت تعيشه , أو نتيجة لظرف اقتصادي ناله تبدل جذري.
ومن النساء من تجاوزت الأربعين , ونراها في حالة هستيرية تريد أن تقنع الجميع ممن حولها بأنها مازالت فتاة العشرين , في حين أنها في مرحلة ينبغي أنها تمام النضج والتهيؤ لعمر يقولون عنه عمر اليأس وبهذا المسمى فقط يحتاج من كل سيدة بضع لسنين لإمكان التفكير في تقبل هذا العمر دون يأس ؟ وقد يكون لمطالبة الأنثى بهذا الإعتراف ( عمر اليأس) سببا” كبيرا” وخفيا” لرفض النساء ذلك المفهوم. وعمليات التجميل الصارخة لما نراه من السيدات دليل كبير على ذلك الرفض المبطن من السيدات .
ولكن هيهات للتجميل , والماكياج, واللبس , أن يستروا ذلك الضعف الداخلي الذي أهملنا عمرنا دون التهيؤ له .
في كل يوم يمر عبرة , ولكل ميلاد ممات , وما أتينا للحياة إلا لأمر من الله جلل , بعيدا” عن عالم الأبدان , فلنتمعن جميعا” في هذه الحياة , ولنحاول أن نجعل للحياة قيمة ومعنى, ولنغتنم كل مرحلة من مراحل حياتنا , فلكل وقت أذان كما يقال … وللطفولة برائتها وللمراهقة عنفوانها و للنضج حلاوته التي لا تقاوم ولايضاهيها جمال ولا يدرك لك إلا من اغتنم الوقت لتقوية الروح والعقل وتجميلهما بمخالطة أخيار وأبر الناس فهذا هو خلاصنا
الجميل حين يحين الوقت فلا نندم على ما فات …
أسأل الله لي ولكم الخيرة في كل يوم من سوداء هذه الأيام…………..
*********
بقلم أكرم لبنان