“سنة بعد أخرى تأخذ تونس في قلبي بعداً آخر، بهذه الكلمات استهلت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ندوتها الصحافية التي عقدتها أمس في العاصمة تونس لمناسبة مشاركتها في الدورة 49 لمهرجان قرطاج الدولي، والذي اقتبست عنوانه من صدر بيت للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، فكان أن اختارت “لا بد أن يستجيب القدر”.
ماجدة ستغني ست أغان جديدة على مسرح قرطاج، زيادة على أغانيها المعروفة سابقا، نافية في السياق ذاته، أن تكون غير مرحب في زيارتها تونس كما روج البعض، بل العكس هو ما حصل، حيث تم استقبالها بحفاوة وترحاب كبيرين، مؤكدة أنها لم تشترط مبالغ ضخمة على إدارة المهرجان، ذلك أنها لا تفكر بطريقة مادية إذا ما تعلق الأمر برسالة فنية وإنسانية تبلغها بصوتها.
وطغى الجانب السياسي على ندوة الرومي، فتحدثت عن الصداقة التي تربطها بالشعب التونسي والتي تعود إلى سنوات طويلة، وهو نسر فتح جناحيه ولا أحد يملك القدرة على رده إلى البيضة التي ولد منها، هو نسمة الحرية والمثل الأعلى لبقية الشعوب وللأبد، وهي إذ تتواجد بيننا، فإنها في بيتها ولا أحد يخاف أو يخشى أن يكون في بيته.
زيارتها لضريح الراحل شكري بلعيد اختزال لزيارات وتحيات لشهداء الشعب التونسي كلهم، كما هو اختصار لكل شهداء تونس، ومن طريق هذه الزيارة تضم شهداء تونس وكل شهداء العالم العربي الموجوع وفق وصفها.
الفنانة واصلت تطوافها بين مختلف البلدان وعرضت مواقفها عما يحدث في الساحة العربية، فاعتبرت ربيع العرب شتاء “عاصفاً مخضباً بدم الاولاد في سوريا، منتقدة الصمت الدولي بإزاء ما يحدث هناك، واعدة اولاد سوريا بدعم كبير مستقبلا.
عن شعب مصر تحدثت قائلة: “الشارع للشعب والساحة للشعب والكلمة للشعب، وأنا مع كل مصري واقف بالشارع. أنا مصرية تماما مثله”. ضيفة تونس استهلت الندوة الصحافية بالتعبير عن وقوفها ضد التعصب وباسم أي دين، لأن ذلك يعني الانتحار، وأن لا علاقة لها بأي نشاط سياسي، وإنما بالوطن فقط لا غير، وأن الحياة تقرأ باتجاه المستقبل وليس الماضي.
يذكر أن ماجدة الرومي تزور تونس للوقوف على التحضيرات النهائية، ومتابعة تمارين الفرقة الأوركسترالية التي سترافقها أثناء حفلاتها المقبلة ضمن برنامج مهرجان “قرطاج” الدولي في آب المقبل، وأدّت زيارة إلى مستشفى الاولاد بتونس حاملة هدايا وزّعتها على المرضى ولقيت هذه الخطوة استحسان معجبيها.
ومن المقرر أن تنتقل “الرومي” عقب انتهاء حفلاتها في تونس إلى البحرين في 18 آب، ومن ثم إلى العاصمة العمانية مسقط لإحياء حفلين هناك.