من المحتمل ان تصبح بريطانيا اول بلد في العالم، يولد فيه الأطفال من رجل وامرأتين.
ويؤكد علماء الوراثة، على انه بهذه الطريقة سيتم تخليص الأطفال من الأمراض الوراثية الخطيرة. ويقترح العلماء استبدال الجينات الخطرة للأم بجينات جيدة مأخوذة من أم أخرى متبرعة.
ولقد اثارت مقترحات العلماء هذه ردود فعل سلبية في بريطانيا ودول أخرى. وعمليا انتهت في جامعة نيوكاسل، البحوث التي تسمح قريبا جدا بتخليص المواليد من الأمراض الوراثية الخطيرة. ولكن في هذه الحالة سيكون للمولود والد واحد ووالدتين، بدلا من والد ووالدة.
المقصود هنا التلقيح الاصطناعي. فيمكن باستخدام التكنولوجيا الحديثة استبدال الجينات المعيبة الميتوكوندرية ” mitochondrial genes ” للأم بجينات جيدة مأخوذة من إمرأة متبرعة. ويقول دوغ تيرنبول، مدير مركز البحوث الميتوكوندرية التابع لجامعة نيوكاسل “إن الميتوكوندريا تنتج الطاقة في الخلايا، وان خللها يتسبب في امراض عديدة في القلب والمخ والعضلات، غير قابلة للعلاج. ولكن بإمكاننا منع ظهورها”.
ويمكن الوصول الى هذه النتائج بطرق مختلفة، فمثلا تقترح جامعة نيوكاسل تغير الحمض النووي في البويضة الملقحة للأم والمرأة المتبرعة. في حين يقترح علماء من الولايات المتحدة الأمريكية اجراء التغير قبل عملية التلقيح. وكان العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية قد اجروا إختبارات ناجحة عام 2009 لزراعة اجنة معدلة على القرود، وهي تشعر بصحة جيدة حتى الآن. وهذه المسالة تتعلق بالمشرعين وليس بالعلماء فقط. ففي بريطانيا سوف يسعون الى المطالبة بموافقة البرلمان لإجراء مثل هذه الاختبارات.
طبعا سيكون النقاش في البرلمان ساخنا، لأن هناك من يعتقد بان هذه عملية غير اخلاقية وخطيرة. ويقول ديفيد كينغ، مدير منظمة المخاطر الجينية للبشر “إن هذا ضد الأعراف الأخلاقية – التدخل في الشفرة الجينية للإنسان. والخطوة الثانية ستكون تصميم الطفل ، حيث سيبدأ الوالدان باختيار لون الشعر والعينين والطول لطفلهما القادم، وهذا امر غير مقبول، اضافة الى ان التدخل في الشفرة الجينية يشكل خطرا اضافيا على الطفل”.
وتبين نتائج استطلاع استكشافي في بريطانيا حول هذا الموضوع ان اغلب البريطانيين الذين شاركوا في الاستطلاع كانوا الى جانب استخدام التكنولوجيا الجديدة. ومن جانبها اعلنت وزارة الصحة البريطانية، بانها ستقوم بإعداد ونشر الوثائق التي تنظم اجراء مثل هذه العمليات ومن ثم يكون القرار الاخير للبرلمان.