توفي مواطن سويدي من سكان العاصمة ستوكهولم في شقته قبل عام ونصف، ولم يكتشف الامر إلا هذه الايام، بعد انتهاء المبالغ المودعة في حسابه المصرفي. وكانت الجثة ستبقى مطروحة في الشقة وسط المدينة لمدة اطول، لو لم تصدر المحكمة قرارا بطرده من السكن بسبب الديون الكثيرة المتراكمة عليه، لعدم تسديده فواتير الخدمات المنزلية.
ومن المعلوم ان فواتير الخدمات المنزلية تستقطع في السويد بصورة اوتوماتيكية من حساب الشخص في البنك. وبعد نفاد المبالغ الموجودة في حساب هذا الشخص المتوفي لم تعد تسدد الفواتير طبعا. ومما يثير الدهشة انه لم ينتبه اي احد من اقاربه واصدقائه ومعارفه الى غيابه طوال هذه الفترة.
وحسب التواريخ المثبتة على علب واكياس المواد الغذائية التي وجدها رجال الشرطة في الشقة، فإن هذا الشخص خرج من شقته آخر مرة في شهر فبراير/شباط عام 2012 . وعبر رجال الشرطة عن استغرابهم لعدم قلق الجيران من اختفائه طوال هذه المدة. ويقول ممثل الشرطة في ستوكهولم “هل من المعقول انهم لم ينتبهوا لغيابه مدة 18 شهرا، وان جارهم لم يغادر الشقة طوال هذه المدة؟ يبدو ان المجتمع يصبح اكثر قساوة”.
واضاف، سوف لن يكون من السهولة تحديد سبب الوفاة بعد هذه المدة الطويلة. وليست هذه هي الحادثة الاولى في السويد. ففي نهاية شهر مايو/ايار الماضي وجدت جثة مواطن سويدي في ستوكهولم مضى على وفاته حوالي السنتين.
وايضا لم يبحث عن هذا الرجل البالغ من العمر 50 عاما احد من اقربائه او اصدقائه.
وحسب ما نشرته وسائل الاعلام المحلية عاش هذا الرجل وحيدا في شقته المتواضعة، وان فواتير الخدمات المنزلية كانت تسدد من حسابه في المصرف شهريا.
وعثر عليه عندما تقرر اجراء صيانة للمجاري في المبنى الذي يسكنه.
ومن الجدير بالذكر، ان السويديين ، رغم فضاعة مثل هذه الحالات ، فانهم يتخلفون عن اليابانيين الذين يبدو انهم يسبقونهم في عدم المبالاة ازاء الغياب المفاجيء والطويل للاقارب.
فقد اكتشف ان شقيقتين عاشتا مع جثة شقيقهما مدة عام ونصف في اليابان.
وكان هذا الرجل منعزلا في غرفته، لعدم رغبته في لقاء اي قريب.
وعندما قررت الشقيقتان الانتقال الى مسكن جديد وبدأتا بجمع الحاجيات المنزلية عثرتا على جثة شقيقهما وقد تحللت.