اعاد الطبيب الامريكي سام اكسيلراد الذراع اليمنى الى صاحبها المواطن الفيتنامي نغوين كوين خون، بعد مرور حوالي 50 سنة على بترها.
كان هذا المواطن الفيتنامي يقاتل في صفوف قوات الانصار الفيتنامية التي حاربت القوات الامريكية الغازية لفيتنام. وفي احدى المعارك التي خاضها برفقة رفاقه ضد القوات الامريكية في اكتوبر/تشرين الاول عام 1966، اصيب بطلق ناري في ذراعه، مما اضطره الى ترك ساحة المعركة والاختفاء في احد مستودعات الرز، وبعد ثلاثة ايام عثرت عليه القوات الامريكية ونقلوه الى المستشفى لعلاجه.
في المستشفى استلمه الطبيب العسكري الشاب، سام اكسيلراد، الذي قرر بتر الذراع المصابة. وبعد الانتهاء من العملية، أخذ زملاء اكسيلراد الذراع المبتورة وازالوا عنها الجلد والعضلات وربطوا العظام المحطمة باسلاك وقدموها هدية الى اكسيلراد لتبقى كذكرى على اول عملية بتر يقوم بها.
والغريب في الامر ان اكسيلراد احتفظ بهذه الذراع في حقيبته العسكرية، التي وضعها في خزانة البيت طوال هذه المدة دون ان يلمسها. وحسب قوله انه لم يفتح حقيبة الظهر العسكرية، لعدم رغبته في تذكر الماضي. في عام 2011 قرر اكسيلراد فتح الحقيبة، وعندما شاهد الذراع ادرك ضرورة اعادتها الى صاحبها الفيتنامي.
لذا قرر زيارة فيتنام دون ان يعلم أي شيئ عن مصير صاحب الذراع. وعند وصوله الى فيتنام بعد هذه الفترة الطويلة لم يجد الشخص المنشود، ولكنه تعرف على الصحفية المحلية تران كوين خوا، التي ارادت معرفة اسباب زيارته لفيتنام. حكى لها الطبيب الامريكي القصة من اولها الى آخرها. نشرت القصة في صحيفة محلية وقرأها ابن عم نغوين كوين، الذي اتصل بإدارة الصحيفة واخبرهم بانه يعرف صاحب الذراع وطلب اللقاء مع الطبيب الامريكي.
استمر التحضير لهذا اللقاء عدة اشهر، لأن اكسيلراد احتاج الى وقت كاف للاستفسار عن شروط نقل عظام الذراع عبر الحدود. ويقول بهذا الخصوص “إن نقل الجثمان من دون وثائق تسمح بذلك أمر غير ممكن، ولكن نقل العظام مسموح به”.
وفي 1 يوليو/تموز الجاري سلم الطبيب الامريكي الذراع الى المواطن الفيتنامي، بحضور عائلته واقاربه.
وحسب قول الاثنين فانهما سعداء جدا لأن الذراع عادت الى فيتنام.
ويقول صاحبها “سأحتفظ بها في صندوق زجاجي وأضعه في مكتبي، وعندما يأتي احد الى مكتبي ساقول له بفخر انظر لقد شاركت في الحرب”.