تتضارب المعلومات حول مصير الإرهابي أحمد الأسير وفضل شاكر ومن معهما من أنصار وذلك بعد فرارهم جميعاً بعيد سيطرة الجيش اللبناني على مربعه الأمني في عبرا، حيث أصبح الأسير شغل الإعلام الشاغل الذي بنشط بالبحث عنه إلى جانب القوى الأمنية.
ليل أمس، تداولت وسائل الإعلام خصوصاً الإلكترونيّة منها، خبراً تناقلته عن صحيفة “الأنباء الكويتية”، مفاده أن “أحمد الأسير قد قُتل واُحرقته جثته في صيدا بعد إحتراق المبنى الذي كان يتحصّن به حيث قتل برفقة فضل شاكر والبعض من المقرّبين منه، فيما قالت الصحيفة أن مصدر الخبر هو جهات عسكريّة لبنانيّة”، في حين لم يرّد أي تعليق من قبل المراجع المختصة حول الخبر.
أمس أيضاً، خرج تصريح إلى الضوء ينسف فرضية مقتل الأسير وفضل شاكر، حيث زعم الشيخ حسام الغالي، وهو أمين سر هيئة علماء المسلمين في لبنان، أنه “تم إخراج الشيخ الأسير ومن معه إلى جهة آمنة، وهو بخير ومن تبقى من المقاتلين الذين لم يستطيعوا الخروج سلموا أنفسهم للجيش”، مفيداً على صفحته على تويتر بأن “الأسير هو في صيدا وليس بسورية”.
الاخبار هذه تتقاطع مع أخبار أخرى تحدثت عن قيام جهات مسلحة سلفية بنقل أحمد الأسير إلى مخيم عين الحلوة إنطلاقاً من منطقة التعمير التي تُسيطر عليها جماعات سلفية مسلحة كفتح الإسلام، حيث افادت هذه الأخبار نقلاً عن مصادر، عن “إصابة فضل شاكر الذي نُقل مع الأسير إلى داخل المخيم”.
المصادر نفسها قالت بأن “الأسير وفضل شاكر والدائرة المقربة منه، نقلوا جميعاً بسيارات إسعاف تابعة لاحدى الجمعيات الخيرية التابعة للـ “الجماعة الإسلامية” في صيدا نحو المخيم المذكور فيما تضاربت الأنباء حول توقيت هذه الحادثة، فمنهم من قال أنها تمّت ليل الأحد الماضي، ومنها من قالت بأنها حدثت في وقت ما من يوم الأثنين قبيل إعلان سقوط مجمّع الأسير. فيما أشارت مصادر أخرى بأنه رصدت إتصالات هاتفيّة للأسير تثبت وجوده في صيدا، وهذا ما أكده موقع “العهد” الإخباري اليوم، الذي أفاد عن وجود الأسير وشاكر بمنزل سيدة، في حين رُصد إنطلاقاً منه إتصالاً هاتفياً صادراً عن الأسير.
إذاً المعطيات الصحافية والأمنية تضحض فرضية مقتل الأسير وشاكر كما زعمت صحيفة الأنباء الكويتية وتشير لبقائه حياً في مكان ما في صيدا يعتقد أنه مخيم عين الحلوة وحي التعمير ذات الامتداد التكفيري السلفي.
مصادر “الحدث نيوز” نفت، بناءً على الوقائع مقتل أحمد الأسير وفضل شاكر في المعارك التي جرت في عبرا الأحد الماضي، حيث بنت توقعاتها على المعطيات والتحقيقات الأمنية التي إستبعدت هذه الفرضية”.
وتقول مصادر موقعنا من صيدا، أن “أحمد الأسير لم يكن مشاركاً في المعارك ضد الجيش اللبناني في عبرا بشكل مباشر، أي أنه لم يخض أي إشتباك عن قرب ضد عناصر الجيش بل إلتزم إدارة المعارك من الخلف دون المشاركة المباشرة فيها، وذلك بعد نصيحة علماء سلفيين مقربين له حشية تعريض حياته للخطر في هذا الوقت حيث أن هؤلاء لا يريدون خسارة الشيخ أحمد الآن”.
وتشير هذه المصادر الخاصة للــ “الحدث نيوز”، بأن الإرهابي أحمد الأسير كان يُدير المعارك على الأجهزة اللاسلكيّة من شقق قريبة أو من الدهاليز تحت الأرض حيث ضبط في أحد المرات وهو يتنقل في المنطقة الخلفية لمجمعه التي كانت بعيدة نسبياً عن الإشتباكات وإختفى وذلك بحسب روايات شهود عيان من عبرا”.
وتضيف مصادرنا بأنه “وفور إقتناع أحمد الأسير بعدم قدرته على مواجهة الجيش الذي كان يتقدم بسرعة نحو مجمعه، قرّر الخروج من أرض المعركة وترك مقاتليه بعد أن قام بتعبأتهم على الأجهزة اللاسلكية، وقام بالمغادرة ربما ليل الأحد فور تسارع المعارك دراماتيكياً على يد مجموعات مقرّبة من الشيخ سالم الرافعي الذي حضر ليلاً إلى صيداً محاولاً مفاوضة الجيش اللبناني نيابة عن الأسير”، حيث توقّع المصدر وجود الأسير في منطقة الطوارئ في التعمير بعين الحلوة التي تتمتع فيها فتح الإسلام وأخواتها بنفوذ قوي، فضلاً عن تمتّع أقارب وعائلة فضل شاكر “شمندرة” بسلطة فيها”.
وختم المصدر بعرض “سيناريو محتمل” عبر “الحدث نيوز” يقول بأن “أحمد الأسير سيظهر قريباً في شريط فيديو مسجل معروض على شبكة الإنترنت يعلن فيه إستمرار المواجهة مع الجيش اللبناني من خلال مجموعات عسكرية صغيرة بمعاونة ودعم تنظيمات إمارة طرابلس السلفية الغير معلنة، حيث تعتمد المجموعات المشار إليها القيام بتفجيرات وهجمات محدودة ومنظمة ضد نقاط محددة داخل صيدا بالتحديد، أي ضد نقاط تابعة للجيش اللبناني وحزب الله ايضاً، بحكم أنه يعتبر الحزب طرفاً في الصراع”.