في حلقة جديدة من برنامج “وحدك” الذي يعرض على شاشة الـ MTV، إستضاقت الإعلامية شانتال سرور الفنان اللبناني رامي عياش. سلطت الحلقة الضوء على صورة رامي الإنسان والفنان وإستهلت بسؤال عن صفة الدبلوماسية التي تلازمه، وكان رده أنه من الأفضل إبداء الرأي من دون أذية لمشاعر الآخرين. ومن هذا المنطلق هو لا يشتكي لأحد حتى لأفراد عائلته “حتى ما ينكسروا معي”، ولكنه متمسك بصداقته مع الملحن سليم عساف الذي يعتبره خير مستمع ومتلقي، فيما يعتبر الدكتور ناصيف فرحات مديره المالي الميزان في حياته.
المثالية عنده تقوم على الحفاظ على الروابط العائلية والقيم الإنسانية والابتعاد عن التجارة في الفن. وفي هذا الموضوع، تناولت الإعلامية شانتال سرور جرأة رامي عياش في طرح أعمال فنية يحاول فيها أن يرضي كافة الأذواق ” فذوقي يتكامل بذوق الجمهور”. هو لا يمشي عكس التيار ويرى أن الحفاظ على هوية فنية واحدة هروب إلى الضفة الآمنة. وعلى القائلين إنه ميسور الحال ومحظوظ، ردّ “انا أؤمن بالقدر وأن لا شيء يأتينا من دون تعب وتخطيط”. أما قوة رامي فتضعف في إتخاذ قرارات تخص عائلته والمقربين منه، بينما على الصعيد الشخصي هو مغامر. أخذ رامي عن والدته الجرأة والقوة وعن والده الحب والعاطفة، ويرى أنه ربما أخطأ في جعله يترك باكراً مجال عمله في الاستيراد والتصدير.
هو اليوم رجل “مغروم” وداليدا خطيبته لا تشبهه بشيء لأنه يرى أن النقيض يولد التكامل في العلاقة. وقال إن على كل رجل أن يقتنع بأن “الحبيبة ينبغي أن تكون صديقة وشقيقة حتى تنجح العلاقة. وردّ فشل علاقته السابقة إلى حرصه على إرضاء العائلة، وهنا سألته الإعلامية شانتال ” هل تترك داليدا في حال لم توافق عائلتك عليها” فقال ببساطة أنهم موافقون، وهو عندما التقاها رأى صورته في عينيها.
يتميز رامي عياش بالصدق وقول الحقيقة، فيما يرى أن بعض الفنانين أخذوا التسمية إلى غير مكانها. فرامي الذي تحمل مسؤولية عائلته باكراً، ينطلق من فكرة أنه “لايمكن أن أهتم بنفسي ولا أهتم بعائلتي. شقيقاي لا يتقبلان كثيراً فكرة أن أكون عراب العائلة، لكن حسّ المسؤولية هو خلف هذا الأمر”.
ورامي الذي ينتمي إلى بعقلين، عانى التهجير مرات عدة لذا هو يميل إلى الاستقرار. وفي حديثه عن الوطن والوطنية مرارة وأسى: ” معه حق ملحم بركات لما قال صار بدنا حريق لأننا لا نفهم معنى الوطنية والانتماء. أنا عايش بلبنان بس مش مواطن لبناني ما حدا منا بيتمتع بأقل حقوق المواطن. لا أنتخب أحداً من السياسيين لأنهم لم يحببوني بلبنان “اللي مات بس مات رفيق الحريري”.
وديع الصافي وفيروز وطنيان وأحب لبنان كما غنياه. بعقلين وطني الذي أنتمي إليه وأمثل طائفتي خير تمثيل وليس لدي لون سياسي. إيمان رامي عياش واسع الأفق. فهو يؤمن بالقديس شربل الذي كان الى جانبه في محنته ” وحدها أمي رأت وسمعت شخصاً يطمئنها أن مار شربل معي وسأشفى في حين كنت في غرفة العملية”. يصلي في الجامع لأنه “مسلم بالأصل” كما قال، ويتبع قوانين وضوابط طائفة الموحدين الدروز التي إليها ينتمي.
على مقدار تعبه كافأه الله. وقد أسس جمعية “عياش الطفولة الإنسانية” ليكون فاعلاً في مجتمعه. وهو يريد أن تكبر وتتوسع لتغطي أكبر حالات ممكنة وليس بهدف التجارة الإعلامية.
الحب قوته والحياة تبتسم له، لكنه يخاف أن يخطف الموت منه من يحبهم على الرغم من إيمانه بالتقمص. وتنتهي معه الحكاية بغمرة من أولاد شقيقيه شادي وروني على أمل غمرة من اولاده في المستقبل.
This is one very insightful article. It’s content that puts me in a pensive mood. You know you’re reading valuable content when it provokes thought in the readers. Thank you.