يعود المخرج مؤمن الملا في موسم 2013 إلى خارطة العروض الرمضانية السورية، عبر مسلسل “حمّام شامي” من تأليف كمال مرّة، وتدور أحداث العمل المفترضة خلال خمسينيات القرن الماضي، ضمن إطار كوميدي طريف، ويتعاون فيه مجدداً مع النجم السوري مصطفى الخاني، وتشكل شخصية “خرطوش” التي يؤديها بالمسلسل المحور الرئيسي للأحداث.
وتبدو هذه العودة لمؤمن الملا مختلفةً في تفاصيلها وظروفها، فالمسلسل الجديد، ورغم إنتمائه إلى ما بات يعرف منذ سنوات بأعمال البيئة الشاميّة، يخرج عن الإطار التقليدي لهذه الأعمال، بوصفه عمل كوميدي، يعد صنّاعه “بعودة الأجواء الكوميدية إلى الحارة بعد غياب خمسين عاماً”، على حد قولهم، أي منذ تاريخ تقديم مسلسل “حمّام الهنا” أحد أشهر كلاسيكيات الكوميديا العربية التي قدمّها الثنائي دريد لحّام، ونهاد قلعي أيام الأبيض والأسود.
ليس ذلك فحسب، بل اختار صنّاع العمل تصويره بإمارة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، مما شكلّ تحدياً كبيراً بالنسبة لهم في نقل أجواء دمشق القديمة إلى الخارج، حيث شيدت الشركة المنتجة ديكورات ضخمة لحارة شامية كاملة، داخل استديوهات “twofour54”.
ويقول الملاااا “إن الظروف العامة للعمل، لم تسمح بتصويره في سوريا، نظراً لما تمر به البلاد، وهذا ما جعلنا نخوض هذه المغامرة خارج دمشق.”
وأوضح الملا أن هذا الخيار كان مكلفاً جداً على المستوى المادي، ووصل إلى عشرة أضعاف تكاليف تصوير المسلسل داخل بيئته الحقيقية، إضافة “إلى البحث في تفاصيل البيئة الدمشقية، وإعادة خلقها خارجها، وهذا ما تطلب منّا جهداً مضاعفاً.”
ولم يكن ذلك التحدي الوحيد بالنسبة لمؤمن الملا في مسلسل “حمّام شامي”، حيث حاول على مستوى المضمون “الابتعاد عمّا يسمى بأعمال البيئة الدمشقية التقليدية، كــ (باب الحارة)، وما شابهها من أعمال تم استنساخها عبر السنوات الماضية، والعودة إلى الجانب الكوميدي منها، وهو الأمر الذي غاب عن أعين المشاهدين منذ أيام دريد لحام ونهاد قلهي، ولكن مع اختلاف العمل الحالي من عدة نواحي…”، مؤكدا أنه يسعى إلى تقديم هذه البيئة: “بطريقة لطيفة، وقريبة للمشاهد.”
ولدى سؤال المخرج الملا عما إذا كان يمكن اعتبار تصوير هذا المسلسل في أبو ظبي، مقدمة لتصوير أعمال شامية أخرى فيها، خلال المواسم المقبلة؟ أجاب: “كل شيء ممكن، هناك عدة أفكار لخلق حالة درامية في الامارات بنجوم وفنيين سوريين، ولكن يبقى كل ذلك ضمن الظروف المتاحة…”
وإزاءَ ما يتردد في الصحافة العربية، التي واكبت أخبار المسلسل حول نسجه على منوال “حمّام الهنا”، أكد الكاتب كمال مرّة أنه “لا يوجد تشابه بين المسلسلين إلا في مكان الأحداث”، مشيراً إلى اعتماده في “حمّام شامي” على “أنماط شعبية محببة للجمهور العربي بالإضافة، إلى الحكايات المتنوعة، وخاصّة النسائية منها، في حين اعتمد (حمام الهنا) بشكل أساسي على ثنائية (غوار الطوشة)، و(حسني البورظان).”