أصبح النائب اللبناني عقاب صقر قاب قوسين أو أدنى من السقوط في وحول الثورة السورية، فمفخرة تيار المستقبل على الحدود التركية-السورية الذي قام طوال الفترات الماضية بجهود جبارة لدعم المجموعات المسلحة أصبح المعارضون السوريون ينظرون إلى الدور الذي يقوم به بعين الريبة ما يطرح تساؤلات كبيرة حول مصير الرجل الذي نذر نفسه لإنتصار الثورة.
إتهامات كبيرة بدأت توجه إلى النائب صقر، وتتعلق بتدخله بكل شاردة وواردة في الثورة، فجأة أصبح ممثل الحريري لشؤون “الربيع العربي” العدو اللدود لعدد كبير من المعارضين السوريين الذين إرتابوا من التحركات الغريبة التي يوم بها صقر في الفترة الأخيرة والتي أدت في كثير من الأحيان إلى إثارة البلبة بين قادة المعارضة في الخارج.
وبحسب معلومات حصل عليها عربي برس من مصادر معارضة فإن عددا من قادة الجيش السوري الحر، والإئتلاف السوري المعارض “قرروا رفع رسالة إلى رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري يطلبون عبرها كف يد عقاب صقر عن الملف السوري وإبعاده وتعيين أي شخص آخر يراه مناسبا ليحل مكانه بسبب ما إعتبروه التعاطي الفوقي، والتعامل اللأخلاقي الذي ينتهجه النائب البقاعي معهم، وإتخاذ قرارات تخص الشعب السوري والشارع الثائر من دون العودة إليهم”.
وتقول المصادر “إن هناك حالة غضب عارمة تجتاح معظم المعارضين السوريين خصوصا من يتواجد منهم في إسطنبول بسبب تصرفات النائب صقر التي لم تعد تحتمل،”، مضيفة ” للمرة الأولى تخرج اصوات إلى العلن تتهم صقر بالوقوف خلف الخلافات الحاصلة بين اقطاب المعارضة من اجل إستمرار مصادرة قرارهم”.
وتشير “إلى أن الرسالة المنوي رفعها من قبل المعارضين الذين ينتمون إلى الطيفين الإسلامي والعلماني على حد سواء، تتضمن إتهامات لصقر تتعلق ببث التفرقة بين العسكريين المنشقين عبر دعمه لشخصيات معارضة على حساب شخصيات أخرى، فالنائب اللبناني عمل على دعم قائد الجيش الحر رياض الأسعد في الأشهر الأولى للثورة بوجه أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني،”، متابعة ” إعتقد صقر ان صلاحية العقيد الأسعد قد إنتهت فلجأ إلى دعم اللواء سليم إدريس الذي شكل هيئة الأركان وأقنعه بضرورة إستبعاد قائد الجيش الحر منها”.
وتلفت المصادر “إلى ان الطامة الكبرى ظهرت أثناء معركة القصير وتحديدا عندما قرر العقيد عبد الجبار عكيدي التوجه على رأس جمع من المقاتلين من حلب إلى حمص، فالنائب صقر قام وبمساعدة منسق الشؤون السياسية والإعلامية في هيئة الأركان لؤي المقداد بعزل عكيدي من منصبه كقائد للمجلس العسكري الثوري في حلب دون ذكر اي اسباب وتعين العقيد المقرب منهما عبد الحميد زكريا مكانه”، وفي ردها على سؤال حول موقف إدريس من عزل عكيدي وتعيين زكريا قالت المصادر ” الجنرال إدريس أضحى ألعوبة في يد الرجلين (صقر، والمقداد) لذلك لا يمكن أن نأخذ ما يصدر عنه من مواقف إعلامية وبيانات بعين الإعتبار”.
أما على الصعيد السياسي “فإن تدخلات صقر لا تعد ولا تحصى بحسب المصادر التي تشير إلى أن النائب اللبناني يحاول جاهدا عرقلة مساعي تشكيل الحكومة الإنتقالية التي يرأسها غسان هيتو، وأسباب العرقلة لا تعدو عن كونها محض شخصية،” لافتة ” قادة جماعة الإخوان المسلمين يعرفون أكثر من غيرهم أن صقر أوعز إلى اللواء إدريس المطالبة بنصف مقاعد الإئتلاف قبل ان يعود ويقبل ب 16 مقعداً، كما أنهم يدركون ان الناطق الإعلامي بإسم هيئة الأركان فهد المصري ومعارضين آخرين تلقوا ضوءا أخضر من صقر ومن يقف خلفه ليهاجموا جماعة الإخوان وسياساتها”.
وتتساءل المصادر ” كيف يحق للنائب اللبناني المشاركة في الإجتماع الأخير الذي نظمته لجان الحراك الثوري في تركيا لإنتخاب عدد من أعضائها لتمثيلها في الإئتلاف السوري المعارض، فصقر لم يكتفي بالحضور والمراقبة كما إدعى، بل وصل به الأمر حد الطلب من بعض المرشحين لنيل العضوية الإنسحاب لمصلحة أشخاص يعتبرون مقربين منه، وهذا الأمر دفع ببعض الناشطين إلى إعلان إنسحابهم من جلسة الإنتخابات ردا على تدخلاته “.