وعن المسرحية قال غدي الرحباني لـ «الأنباء» ان المسرحية ولدت فكرتها عام 1985 وعرضها على والده الكبير منصور الرحباني، الذي زرع في قلبه الشك باعتبار أن العمل سيولد التباسا كبيرا لدى المشاهد فتأجلت الفكرة لكنها لم تلغ، والسبب إعجابه ـ اي غدي ـ بحياة الغجر، وقد استكمل صيف 2009 كتابة عمله ولكن اجل ايضا لتنفذ اليوم من جديد.
واضاف غدي: أشعر بان الفكرة نضجت وربما جاء التأجيل لمصلحتي، لا شك ان العمل هذا يعتبر بمنزلة نقطة تحول في مسرح الرحابنة وفي الموسيقى، ربما يعود ذلك إلى حرية القرار أثناء التحضير بعيدا عن قيود الراحل منصور الرحباني، فالتحرر ولد عملا رحبانيا شابا لا ينتقد الغجر بل يسلط الضوء على شعب له تقاليده وموسيقاه الجميلة. ومن خلال العمل يسلط الضوء على معاناة الشعب اللبناني وقصص الرشاوى والمربعات الأمنية والسياسيين الذين لا يتحركون الا بوجود حراسة ويحكي عن اللبناني المغترب الذي تقصى عنه جنسيته في حين تعطى لأصحاب القيد والدرس والغجر، فالعمل يتحدث عن الإنسان وكل لبناني وجد نفسه كثيرا في هذا العمل، من هنا كان التصفيق يعلو في الصالة مع كل قضية يضيء عليها العمل وتحاكي معاناة الشعب، والمسرحية أشبه بأعمال برودواي وخصوصا بنصها وتنوع موسيقاها وطريقة تركيبتها والموضوع جديد وكوميديا سوداء تطرح الصراع بين الأرض والإنسان، صراع كبير ومعضلة أساسية حول من هو الأهم: الأرض أم الإنسان؟ وتروي المسرحية قصة برازيلي متحدر من أصل لبناني ورجل الأعمال سلفادور قزحيا حسين «غسان صليبا» الذي يرث عن جده قطعة أرض في لبنان ويعود إليه لبناء فيلا لخطيبته. لكنه يكتشف أن الأرض محتلة من قبل مجموعة من الغجر، وقد بنوا عليها مجتمعا صغيرا. فتبدأ المشاكل باعتراضه، وصولا إلى تهديده وإجباره على الرحيل. ويكتشف هذا المغترب فساد المجتمع وغياب العدالة وتواطؤ بعض نواب المنطقة لحماية ودعم الغجر لأهداف ومصالح شخصية وانتخابية وسياسية. ويتعرف على الفقر، وأساليب عيش الغجر من التبصير والتنجيم. ويكتشف أيضا حبه الحقيقي، زين «الين لحود ابنة الفنانة الراحلة سلوى القطريب»، ابنة شيخ القبيلة الغجرية.
يشارك في البطولة غسان صليبا والين لحود وبول سليمان وآخرون. وهي من تأليف وانتاج غدي الرحباني ومن اخراج مروان الرحباني والموسيقى لمروان واسامة وعمر الرحباني والرقص لسامي خوري ودانيال رحباني وفيليكس هاروتونيان وتستمر المسرحية في 5 عروض أسبوعية: الأربعاء والخميس والجمعة والسبت «الثامنة والنصف مساء» والأحد «الخامسة بعد الظهر».