إلا انها مازالت تصر على أنها رجل. حكايتها شهدتها إحدى محافظات صعيد مصر، المعروف بعاداته وتقاليده الصارمة، ما جعل منال تواجه مشاكل عديدة مع أسرتها وجيرانها، وعالمها الذي تعيشه، ورغم ذلك قررت أن تتحدى الجميع، فتركت أسرتها وسافرت الى القاهرة لتعمل في مقهى وهي تصر على أن يناديها الناس باسم محمود.
وحسب مجلة «لها» لم تشعر يوما بأنها أنثى، رغم كل ظروفها منذ نشأتها في إحدى محافظات صعيد مصر، فكانت ترفض أن تشارك صديقاتها ألعابهن، وتتجه إلى ساحات كرة القدم لتقف من بعيد تشاهد ما يحدث، وتتمنى أن تشارك الأولاد في لعبهم.
لم تلبث منال أن بدأت في مشاركة أطفال المنطقة التي تعيشها لعب كرة القدم، وسط اعتراض شديد من والدتها التي أكدت لها أن الفتيات يجب ألا يلعبن مع الفتية، وعليها أن تمارس الألعاب التي تناسب جنسها.
تعرضت منال في طفولتها لعقوبات شديدة من والديها بسبب عدم التزامها بتعليماتهما، واستمرارها في اللعب مع الذكور. كانت تعشق الألعاب العنيفة مثل الكراتيه، بل إنها كانت أقوى طفلة في الحي الشعبي الذي تسكنه.
اندهشت الأم حينما شاهدت ابنتها تتملص من كل الصفات الأنثوية التي تتمتع بها مثيلاتها، لكن الأم والأب اعتادا التصرف بشكل خاطئ مع ابنتهما، فعاقباها بدلا من دراسة ما يحدث من تغيرات نفسية عاشتها منال التي كانت تشعر بأنه لا يوجد من يفهمها.
وحين بدأت الطفلة المتمردة تكبر، بدأت تؤكد لأمها أنها لا تشعر بأنوثتها رغم تكويناتها الجسدية. وأصاب الأم الذهول حين أخبرتها ابنتها أنها تشعر بأنها ذكر، وضربت ابنتها بقسوة لتزداد مشاكل منال التي لم تتراجع عن أحاسيسها.
ربما كانت حكاية منال درسا لكل أسرة تعاني من وجود حالة الشابة الصعيدية نفسها، التي ساهمت أسرتها في تعقيد مشكلتها عندما لم تفكر في عرضها على طبيب، وتحولت قصة منال إلى قضية مثيرة لاتزال حتى الآن حديث مدينتها كلها.