ويصف الشيخ أصعب التحديات التي واجهها خلال هذه المهمة وما يميزها عن سائر الرحلات السابقة بالقول «لعل أكبر الصعاب تمثلت في الرياح العاتية التي بلغت سرعتها أكثر من 30 عقدة، والحرارة المتدنية للغاية التي هبطت إلى ما دون 35 درجة مئوية تحت الصفر، مما تسبب في انخفاض درجة الرياح الباردة إلى ما دون 65 درجة مئوية تحت الصفر».
ويتابع: ان الظروف المناخية اضطرت فريقين إلى العزوف عن المضي قدما في الرحلة، «أما نحن فلم نتقاعس عن الاستمرار في مهمتنا ومواصلة التسلق من الجهة الغربية للجبل لتجنب الرياح العاتية الآتية من الجهة الجنوبية».
وأوضح أن مدة التسلق بلغت ثلاثة أسابيع، وقبل الوصول كان لابد من خوض رحلة سفر طويلة انطلقت من الإمارات إلى ساو باولو (15 ساعة)، ومن بعدها إلى سانتياغو (خمس ساعات)، ومن ثم بونتا أريناس في تشيلي، ومن هناك إلى أنتاركتيكا.
ويضيف أول قطري يصل إلى قمة جبل فنسون، «لقد تعين علينا الانتظار مدة يومين في بونتاس أريناس إلى حين أتيحت الفرصة لنا للسفر إلى مخيم أنتاركتيكا بعد اعتدال الأحوال الجوية، وقد استغرقت الرحلة خمس ساعات إلى المخيم، وفي اليوم التالي قمنا بالانطلاق إلى قاعدة مخيم فنسون في طائرة صغيرة، ومن هناك بدأت رحلة التسلق وبدأ التحدي».
التمسك بالهدف
ويقول الشيخ «إنه تحد من نوع آخر قمت بوضعه نصب عيني منذ ثلاث سنوات، ولعل أكثر اللحظات الراسخة في ذاكرتي تتمثل في روعة جمال هذا القطب المتجمد بطبيعته الصحراوية النائية، ولكن الرسالة الأولى التي أسعى إلى إيصالها للأجيال الشابة هي التمسك بالهدف حتى النهاية والسعي بلا هوادة إلى تحقيقه رغم كافة الظروف المحيطة، فالعزيمة تبقى هي الأقوى».
ويذكر أن الشيخ محمد تمكن من بلوغ مخيم قاعدة جبل إفرست في عام 2009، وقمة جبل كلمانغارو (أعلى قمة في أفريقيا) في 2010، وقمة جبل «مون بلون» في سبتمبر الماضي.
ويعتزم المضي نحو قمة «البروس» أعلى قمة في أوروبا في شهر يونيو المقبل.
ويعد جبل فنسون القمة السابعة الأكثر خطورة للتسلق في العالم نظرا لارتفاعه وصعوبات التسلق التقنية، ونسبة ارتفاع حالات الوفاة في محاولات تسلقه التي باتت تعرف بالمهمة شبه المستحيلة، إذ تستلزم أقصى درجات الالتزام والانضباط، نظرا للظروف المناخية والجغرافية فيها.