بممثلين لامعين عرفهم مسرحه من قبل.
وشاء جبارة ان تبدأ مسرحيته بمشاهد كوميدية اداها الممثل غبريال يمين، من اعماله السابقة التي شكلت محطات مهمة في المسرح اللبناني، ومنها «صانع الاحلام» و«زرادشت صار كلبا»، لتبدأ بعدها المسرحية الجديدة.
وبنص كوميدي بارع وذكي، قدم جبارة مسرحية درامية موجعة تناول من خلالها العقلية اللبنانية وعقدها، هموم اللبناني ومأساته، ونجاحاته واخفاقاته، وثقافته وجهله، والحياة والموت. وعبر جبارة في هذه الكوميديا السوداء عن هواجسه، وروى جزءا من سيرته في تجربة مسرحية جديدة وجميلة.
وتنطلق القصة حين تستدعي ادارة المدرسة السيد محظوظ (يؤدي دوره غبريال يمين) لان ابنه تبول في ثيابه، ومحظوظ انسان عادي، سمكري في الشتاء، ويصلح مكيفات سيارات في الصيف وعاطل عن العمل بقية اشهر السنة، وغارق في ديونه. ويتعرف في غرفة الانتظار على الاستاذ وديع «رفعت طربيه» الدكتور في الالسنية وعلم اللغة وهو متمسك بلقب دكتور، لديه عقده وعاداته واستغنت عن خدماته الراهبة رئيسة المدرسة، ويقدمها جبارة بطريقة كاريكاتورية، صامتة وصارمة.
وتؤدي جوليا قصار دور الممثلة التي تعمل سكرتيرة وتحاول ان ترد الاعتبار للدكتور المطرود وتحاول ان تساعد والد «الصبي العامل تحتو» (اي الذي تبول في ثيابه) كما يتردد في المسرحية.
وكعادته يحفل نص جبارة، في ابعاده الاجتماعية والسياسية والفلسفية، باللعب على الكلام والتلميحات السياسية، ويتطرق الى الموت وما بعده. ويعتبر جبارة احد مؤسسي النهضة المسرحية في لبنان، وهو كان في السنوات الأخيرة تفرغ لتدريس المسرح ولكتابة مقاله الاسبوعي في «ملحق النهار» ولاطلالة يومية عبر اثير اذاعة صوت لبنان في برنامج «آلو ستي» الساخر.